facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الرؤية التطوعية باليوم العالمي للتطوع 2020


مجدي حمدان
05-12-2020 09:00 AM

التطوع هو عمل سامي قادر على الارتقاء بأصحابه إلى أعلى مراتب الإنسانية، يمد كلً من مانحيه، ومستقبلية بالشعور بالسعادة، والرضا، فيه تتضافر الجهود من أجل رسم بسمة أمل على قلوب كادت أن تفقد أملها في التمتع بالحياة، فبالتطوع تكتب نهايات للكثير من لحظات اليأس، ويتم خط بدايات للكثير من قصص الحياة المفعمة بالأمل، والسعادة. ومهما كانت المجالات التطوعية المستهدفة، إلا أنها في النهاية جميعها تهدف من ورائها مساعدة المحتاجين بدون مقابل، أو نظير، مهما كان الجهد، والوقت، والمال الذي يتم توفيره في نظير تقديم تلك المساعدات. وفي ظل الاحتفاء بيوم التطوع العالمي كان لابد، وأن نتطرق بحديثنا إلى تأثير جائحة كورونا على فكرة التطوع، والمتطوعين، وكيف أثرت تلك الجائحة في النظرة التطوعية العالمية ؟ خصوصًا أن الرؤية التطوعية لهذا العام اختلفت كثيرًا عن الأعوام السابقة، خصوصًا مع تركزها بشكل أساسي على الجانب الطبي، ومحاولات سد العجز الذي أصابه أمام الانتشار الواسع لوباء كوفيد 19.

يوم التطوع العالمي
يوم 5 ديسمبر هو اليوم الذي اتفقت عليه منظمة الأمم المتحدة من أجل تخليد ذكرى التطوع العالمي يعرف عنه أيضًا بأنه اليوم الدولي للمتطوعين، ويتم اختصاره بحروف (IVD) يعرف هذا اليوم منذ عام 1985م، وفيه تقوم كافة بلدان العالم بتقديم الشكر لكل المتطوعين سواء على المستوى المحلي، أو العالمي، بالإضافة إلى زيادة وعي المحليين بضرورة المساهمة في المجتمع. فهو بمثابة برنامج سلام عالمي يهدف إلى جعل العالم مكان مفعمًا بالإنسانية.

فائدة التطوع
في الواقع التطوع ليس مجرد جهد مبذول فيه يساعد المتطوع من هم بحاجة إلى المساعدة، ولكن هو عمل مزدوج الفائدة، فبالرغم من أن المتطوع هو من يبذل الجهد، إلا أنه في نفس ذات الوقت يكافئ مقابل هذا العمل، والمكافأة هنا ليست مادية، وإنما أسمى من ذلك بكثير، فالتطوع يساعد صاحبه في الشعور بالرضى، والثقة في الذات، ويفتح أفاقه على مجتمعات، وعوالم كان لا يعلم عنها شيئًا، فهو يساعده على تقدير قيمة الحياة، وجعل رؤيته لعالمه المحيط به أنضج فكريًا، وتصرفًا.

التطوع الدولي في ظل جائحة كورونا
غيرت تلك الجائحة خريطة المجتمع الدولي بشكل كبير، فوجدنا دول عالم ثالث تمد يد العون بالمساعدات، والاحتياجات الطبية من أجل مساعدة دول العالم الأول لتفادي هذه الكارثة الصحية، والوقوف على قدميها حينما كادت أن تغرق في ظلام المرض، والموت بعد انهيار منظوماتها الصحية، لأنها لم تستطيع تدارك الكم الهائل من المرضى الذي أصبح لديها. ولم يقتصر التطوع على الإمدادات الطبية من المعدات، ولكن شمل أيضًا الطواقم الطبية، فالكثير من الدول قامت بإرسال طواقم طبية إلى دول كانت في أمس الحاجة إليها عندما لم تستطيع الاكتفاء بطواقمها الطبية في ظل تلك الأزمة.

التطوع المحلي في ظل جائحة كورونا
بالرغم من أن تدارك الجائحة ، والبعد عن العدوى كان بالانعزال، والتقوقع على الذات داخل الجدران الأربعة للمنازل، إلا أن هذا لم يكن مهمًا كثيرًا لدى المتطوعين، فهم يفهمون جيدًا أن رسالتهم أسمى من أن ينتبهون فيها إلى ذاتهم فقط، ويتركون العالم حولهم يتساقط. فبالعكس، فإن جائحة كورونا قد كشفت لنا عن مدى الإنسانية التي تتمتع بها المجتمعات المحلية، وهذه بعضًا منها.
سجل الإمارات في هذا العام حوالي 622392 متطوعاً من المواطنين والمقيمين كانت نسبة الذكور تشكل 64.96%، والإناث حوالي 35.04% بنسبة 50% إلى 50% بين المواطنين، والمقيمين. ومن ضمن أبرز السياسات التي انتهجتها الإمارات في ظل جائحة كورونا هي حملة الإمارات تتطوع، الذي جذبت منذ شهر إبريل، وحتى نوفمبر الماضي ما يزيد عن 37.462 مواطن، ومقيم من 134 جنسية مختلفة، حيث قاموا بالالتحاق بـ 185 فرصة تطوعية منها 150 ميدانية، و35 فرصة افتراضية، وقاموا بإنجاز ما يقارب من 60 جلسة افتراضية. وقد بلغ عدد المتطوعين بشكل ميداني من أصحاب التخصصات الطبية حوالي 26.450، بينما كان المتطوعين الافتراضيين حوالي 727. وقد تم تقديم الدعم لهم من خلال تدريب المتطوعين على مهارات الطب، والتمريض خلال 3 أيام فقط من أجل مساندة خط الدفاع الأول من الكادر الطبي. هذا، وقد تم إطلاق مبادرة هاتفية تحت عنوان (نحن أهلكم) تم فيها تم تفعيل خطين ساخنين واحد من أجل التواصل مع كبار السن الأكثر عرضة للخطر بواقع 12789 مكالمة تم إجراؤها، والخط الساخن للصحة النفسية الذي يتم فيه تقديم استشارات نفسيه من قبل متخصصين في الطب النفسي متطوعين لمساعدة الأشخاص الذي يمرون بضغوطات نفسية في تلك المحنة.

أما عن المملكة العربية السعودية، فوفقًا لجهودها التوعوية عن أهمية التطوع ضمن الرؤية الخاصة التي ترسمها لعام 2030 والتي تهدف إلى جعل المملكة تضمن حوالي مليون متطوع، إلا أنه في غضون هذه الجائحة تكاتف الآلاف من المتطوعين، حيث تم تقديم أكثر من 160 ألف طلب تطوع على منصة التطوع الصحي، وقد تم قبول حوالي 27 ألف متطوع بعد اجتياز برنامج التدريب، وفي إطار خطة عودة الحياة كان هناك العديد من الأنشطة التوعوية التي اعتمدت بشكل كامل على آلاف المتطوعين الذين يقومون بإرشاد الأفراد، وتوعيتهم بخصوص إجراءات السلامة الصحية.

كذلك شهدت الأردن انتشار العديد من المبادرات التطوعية للأطباء المواطنين، والمقيمين، كان أبرزها مبادرة (أطباء وطن) التي تضمنت 1600 طبيب، وممرض، وأكثر من 20 ضابط ميداني كانوا في فريق التقصي الوبائي بالإضافة للعديد من حافلات الدفاع المدني، وعشرات الآلاف من الطرود الدوائية التي تم استخدام المركبات الخاصة بالمتطوعين لتوزيعها. كما تمكنت المبادرة من توزيع أكثر من ربع مليون وصفة طبية على أصحاب الأمراض المزمنة بالإضافة إلى 300 ألف علبة دواء موزعة على 70 ألف وصفة طبية معتمدة من الصيدليات الحكومية.

الصين التي كانت هي مركز انتشار الوباء، حيث كانت ووهان هي البؤرة الأولى التي أنتشر منها الوباء في كافة أنحاء العالم، استطاعت تجاوز هذه المحنة الصحية، من خلال تضافر متطوعيها، ومواطنيها للوقوف بجانب حكومتهم، وكوادرهم الطبية، فتطوع العديد من الأطباء لمعالجة المرضى، وتقديم العلاجات، والمسكنات لهم، وقد تجاوز عدد المتقدمين 10.000 متطوع في 10 ساعات فقط من إصدار مقاطعة ووهان فتح التقديم لطلبات تجنيد دفعة جديدة من المتطوعين في يوم 23 فبراير، ومع مرور الوقت تجاوز عدد المتطوعين بها 50.000 متطوع في كامل أنحاء المدينة.

هذا بالنسبة إلى الجانب الطبي، ناهيك عن الجانب الإنساني، والذي تم فيه تقديم مئات الآلاف من المساعدات المالية، والغذائية، والتكافلية لمن فقدوا، وظائفهم، وقوت يومهم في ظل تلك الأزمة الصحية، والتي كان أبطالها أفراد عادية، ومؤسسات حكومية، وغير حكومية، والتي قد يكون من الصعب حصدها بالأرقام، والنسب، خصوصًا أن الجائحة ما زالت مستمرة، والوضع لم يهدأ بعد.

توصياتنا للتطوع
•بالرغم من الجهود الكبيرة في سبيل نشر العمل التطوعي على المستوى العالمي، إلا أنه ما زال يفتقر إلى تنظيم ممنهج من قبل الحكومات المحلية، وبعضها البعض، فيتم إدارتها في أغلب الدول، وليس جميعها من قبل الهيئات غير الحكومية، ولكن من الأفضل إصباغ العمل التطوعي بالصبغة الجدية، والإلزامية، وبالرغم من أن هذا يتعارض مع مفهومه التطوعي الاختياري إلا أنه في النهاية سيساهم في تغيير الفكر المجتمعي تجاه، ويخرجه من فكرة العمل الاختياري إلى العمل الواجب، والضروري.

•أيضًا من الأفضل استهداف فئة الشباب بشكل أكبر، فصحيح أن تلك الفئة هي الأكبر في المشاركة داخل المنظمات التطوعية، إلا أن تقديم الدورات التعريفية، والتحفيزية بالعمل التطوعي، خصوصًا داخل المعاهد، والجامعات، وتكون هذه الدورات إلزامية، ممن الممكن أن يؤثر ذلك في جذب فئة أكبر من الفئة الشبابية الحالية المشاركة في العمل التطوعي.

•يجب أيضًا أن لا يقتصر تقديم الدورات على الجامعات، والمعاهدات، ولكن يجب أن يشمل الهيئات، والمنظمات، والمؤسسات الحكومية، والخاصة من أجل التوعية بأهمية هذا العمل، وتحفيز المزيد من الفئات المجتمعية على المشاركة في الأعمال التطوعية.

•بالرغم من أن العالم حاليًا ينشغل بأزمة كورونا، لذا فأن أغلب الأعمال التطوعية تستهدف الحد من هذه الأزمة بشكل، أو بأخر، إلا أنه يجب أيضًا الانتباه إلى الأزمات الأخرى التي يمر بها العالم بعيدًا عن المجال الصحي، وتوفير فرق تطوعية للتعامل مع نتائجها، خصوصًا أن هذا العام شهد العالم العديد من الكوارث البيئية، والمدنية التي خلفت العديد من الضحايا، وهدمت الكثير من البيوت، وشردت الكثير من الأشخاص، مثل الحروب التي تشهدها بعض الدول ، والحرائق التي شهدتها غابات استراليا، والانفجار الذي شهده مرفأ بيروت، وغيرها الكثير من الأزمات التي عانت منها دول العالم هذا العام.

في النهاية التطوع مهما كان مجاله، والأسباب التي دفعت إلى القيام به، فهو بالتأكيد جهد مكرم مهما كان مقدار تأثيره صغيرًا كان، أو كبيرًا، ويجب أن يتم تقديم الشكر لأصحابه، لدفعهم إلى مواصلة مشوارهم به، وتحفيز الأخرين على البدء فيه، وهذا بالتحديد المغزى من وراء الاحتفاء باليوم العالمي للتطوع.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :