منذ عرف العالم مفهوم التطوع بشكله المعاصر، اجتمعت الجهود العالمية لتقديم هذا المفهوم وتقديره، فأصبح هناك ما يعرف "باليوم العالمي للتطوع" ففي الخامس من كانون أول كل عام، خصص هذا اليوم للمفهوم بهدف غرس القيم الإنسانية وتعزيزها في المجتمعات وتوعية الاجيال بأهمية التطوع.
التطوع في اللغة .. العربية..
"تطوَّعَ بـ يتطوَّع، تطوُّعًا، فهو مُتطوِّع، والمفعول مُتطوَّعٌ به ، تطوَّع الشَّخصُ : تقدَّم لعمل ما مختارًا، قدَّم نفسه لإنجاز عمل أو مهمة بدون مكافأة أو أجر ،وحسب معجم الوسيط، "تطوع ..لان وتكلف الطَّاعَة وتنفل أَي قَامَ بِالْعبَادَة طَائِعا مُخْتَارًا دون أَن تكون فرضا لله وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فَمن تطوع خيرا فَهُوَ خير لَهُ} وَيُقَال تطوع للجندية وَيُقَال اطوع (بِالْقَلْبِ والإدغام) وَأَصله تطوع وَالشَّيْء أَو لَهُ أَو بِهِ حاول مزاولته".
وأما التطوع تاريخيا لدي الغرب..
"تم تسجيل الفعل تطوع لأول مرة في عام 1755 من الاسم تطوع عام 1600, " وهو شخص يقدم خدمات عسكرية " من السيد M.Fr.Voluntaire. تم تسجيل الكلمة لأول مرة في المجال الغير عسكري في الثلاثينيات من القرن السادس عشر . مؤخراً كلمة التطوع ( volunteering) أصبح لها استخدام جديد وهو مطابق لكلمة خدمة" المصدر ويكيبديا.
لقد كان للتطوع في تاريخ البشرية الحديث اثراً كبيراً لنشأة الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجالات تنمية المجتمع والنهوض به واصبحت هذه المنظمات بإختلاف أنوعها رديفا للمؤسسات الحكومية وتعمل باحترافيه ومؤسسية جعلت منها مصدرًا يلجأ له الناس والشباب للمشاركة بجهودهم والتعبير عن العطاء لاوطانهم ومنابر لنشر الثقافة والقيم الإنسانية.
التطوع العربي المعاصر ..
المتابع لمسيرة التطوع في عالمنا العربي يجد تباينًا بين الدول فما تزال بعض الدول تتعامل معه كحالة مجتمعية تظهر وتختفي حسب الحاجة وفي بعض الدول اتخذت شكلا متطورًا، له تاثير محلي او دولي أحيانا، لكننا لا نجد له مؤسسات مستدامة ، هنا يجب الوقوف على النمط المتبع وهو التقليدي المرتبط بمبادرات شبابية تمارس نشاطها في خدمة المجتمع دون إستراتيجية واضحة يمكن من خلالها قياس الأثر المترتب من التطوع.
أنواع ومجالات التطوع النوعي ..
تعتبر مجالات التطوع كثيرة ، منها التطوع المستند على المهارات،والتطوع الافتراضي والتطوع البيئي والبسيط والتطوع في حالات الطوارئ والتعاوني والمجتمعي . وغيرها من المجالات ، ان الدافع هو الأهم لدي الفرد في القيام بهذا العمل العظيم فمنهم له دافع ديني وآخر ثقافي واجتماعي، والدافع للتعلم وصقل مهارات الفرد واكتساب الخبرة في الإيثار والمحبة للآخرين.
بات التطوع في بعض الدول يساهم في الناتج القومي ويبدو ان تشريعات العمل والمواطنة الصالحة تجسدت في كندا مثلا ، فحسب بعض المصادر، هناك بليونا ساعة عمل تطوعي أسهم بها نحو 13 مليون مواطن ومقيم في كندا خلال عام 2010.
ان ترسيخ المفهوم في ثقافة شبابنا وربطه بممارسة المواطنة الحقيقة يمكن لها ان تحدث الأثر الذي نطمح إليه ونكون قادرين على إيجاد المؤسسية والاستدامة المطلوبه فلا نزرع الاشجار ثم تموت ولا ننظف الاماكن ثم تتسخ او ندهن الارصفة ونرسم الجداريات ثم تختفي ، وتسمى ذلك تطوع !
دعوة صارخة لكل الجهات الراعية للشباب والمؤسسات ان تدرك قوة التطوع لدي شبابنا ، فهي قوة التغيير والنهوض بالمجتمع.