كثر الحديث في لبنان عن مصطلحات جديدة كما اعتدنا على الأبدع اللبناني المتميز في كل شيء والذي ابتدأها يوما راغب علامة محذرا كل العشاق المختبئين بين زقاق بيروت أو تحت كمشة تراب على شاطىء البحر، والقصد كان طبعا لرجالة السياسة وليس للحبية أو العابثين بعيدان الكبريت بأن "لا تلعب بالنار بتحرق أصابيعك" على النمط البلاغي "الحكي ألك واسمعي يا جارة".دوما نتعلم من بيروت الحب و الخصر المياس ولغة السياسة فشعب بيروت مسيس أو مضطر كل صباح أن يستمع لخطاب سياسي يأتي من الطريق الجديدة أو الضاحية أو تهديد أو وعيد من حاقد أو مصلح لذا كل العالم يستيقظ على صوت فيروز سوى أهل لبنان الذين يستيقظون على قول "يا فتاح يا عليم احميني من قاتل لئيم" .
شيطان بيروت متخصص بسياسيها فهو لا يتركهم دون أن يهرش برؤوسهم ليلا نهار ويحرضهم على بعض، فكلما اقتنع أحدهم بالفصل السابع مثلا قلب الأخر على الفصل الأول حتى نجد أنفسنا بحاجة للعودة إلى طائفة جديدة، تخيلوا كل هذا يحدث والجميع مضرب حتى صار المواطن اللبناني على الحديدة وعينه معلقة بخبر صلح تنشره الجريدة.
من أطرف ما سمعت أو ما يتداول على ألسنة المذيعات والمتحاورين اللبنانين هي كلمة الثلث المعطل .
كلمة ثلث تشعرني بالتفاؤل وذلك لأني كنت أتوقع أن لبنان مقسمة أكثر من هذا بكثير وتضم أراء سياسية تقفز عن الثلث وهذا يبشر بخير .
أما كلمة مُعطل بضم الميم فهي تعني أيضا باللهجة الاردنية كلمة معطل -بكسر الطاء- يعني مجاز أو غائب بسب أو بدون سبب، والحكاية تقول أن الثلث المكون من حزب الله و تيار المردة وميشيل عون مجاز عن مجلس النواب لأنه لا يعترف برئيس الوزراء السنيورة فهو غير شرعي .
أما الثلثان الباقيان فهما معطلين للرئيس لحود، وذلك لأنه حسب رواية جعجع عن جنبلاط عن الحريري بأن لحود قعدته سوريا بالخاوة، غصب عن الراضي و الزعلان على طريقة القبضيات .
تخيلوا هم يتحدثون بنسبة ثلث إن كان معطل يعني مخرب أو معطل مجاز وهذا بادر خير يدعوا الشعب اللبناني أن يتوجه للسوليدر لشرب شيشة .
معظم الدول العربية الشعب كله معطل ومجاز بدون راتب ، ونسبة المعطلين –المخربين لا تساوي ألف من خمسين مليون ومع ذلك فلا احد يتحدى أو يجرؤ على أن يعطل، بمعنى يغيب تحديا لنسبة العشرة من خمسين مليون، بينما في لبنان تغيب محكمة لأن ثلث رافض ولن يعين رئيس حتى يرفضه ثلثان بينما شهدنا في هذه الفترة رئيس جمهورية يحصل على نسبة 97% من ترشيح ومولاة وبيعة شعبه علما أن آخر من تكلم منهم زج به في غياهب السجن ولن يتذكره عزيزا ولا لئيما وذلك لأنه لم يعطل بل لأنه وقع على ورقة لصلح بين جمهوريتين فماذا سيحدث لو ثلث عطل .
فهنئيا للبنان لأنه يسير بألف خير مع تعطيل ثلث وكل إجازة وأنت يا بيروت بألف خير ويا قاسيون اك الله .
Omar_shaheen78@yahoo.com