الحمد لله في السراء والضراء والصبر على عظم البلاء وان طال الزمن بنا فنعم الابتلاء ومع الاخذ بالاسباب فسنجعل لنا نصيبا في الدعاء وتجلدا يذكرنا جيدا بأيام الرخاء فطبيعتنا لا تشعر بجليل النعمة والعافية الا عندما يقع البلاء وهذه حكمة الخالق يعلمها كل مؤمن وفي قلبه الوفاء.
أقترب عام على بداية الأنكواء بهذا الداء وأصاب كل من قيض له الانحناء والالتواء والخضوع للدواء وفارقنا عديد من الاحباب كهبات الهواء ولم يبق الا ذكرهم مشرقا دون انطفاء.
شهور مرت تغيرت فيها الاعراف والعادات ولجأنا فيها إلى تقاليد ومخترعات انبثق عنها ارتداء الأقنعة والواقيات وعدم المصافحة وبث القبلات والابتعاد عن بعضنا واختصار المناسبات وان كان الحب يتخلل مسامعنا وقلوبنا وبائن على الوجنات وعلى من فارقنا انهمرت الدموع على الجنبات وعلى من أصابه الوباء انغرس في قلوبنا الحزن والحسرات.
امتحان كبير في طريقه كثير من العثرات وفقدان لكثير من المنافع والمميزات وخسارات طالت الأموال والثمرات وقعود عن العمل والكسب واستمطار للدعوات.
دروس في حكمة خالق الأرض والسموات فهو ادرى بسرائر عباده المؤدين للصلوات والرافعين ايديهم إلى السماء ويجيدون الدعوات وتذكير للغافلين والتائهين في الظلمات.
ونصر مؤزر لمن اتقى وذرف العبرات ونظر إلى حاله وحمد وشكر الله في المسرات وادرك قصر الحياة ومتعة الملذات
فالتخشن تارة والتنعم تارات والنعيم وإلشقاء جميعها ايام مطويات فطوبى للصابرين والمتجاوزين عن الكيديات والخارجين من الإنفاق المظلمات.