منذ نشأته وبدايات تأسيسه كان الجيش وما يزال نتاج الفكرة الهاشمية، فحظي بأنه إحدى أدوات تجسيدها ليحمل ويرث رسالة النهضة العربية الكبرى، ليكون الموج العارم في الكفاح الهاشمي تجاه تحقيق مكاسب الأمة وتطلعاتها للاستقلال والوحدة.للجيش مجلدات كثيرة وكبيرة ويحوي أرشيفا ضخما من التاريخ الحافل ، لتحقيق الفكرة الهاشمية ذات الرسالة الخالدة لرفعة الإنسان والمكان ، فانبرى وتميز واسهم في مختلف نواحي الحياة وفي سبيل القيم المثلى، فهو المالك الأكبر لمجلدات الوطن ، والمؤثر الأبرز في مسيرة الخير والبناء والعطاء.

أروع مجلدات الجيش وأنصعها مجلد الشهادة ، الذي سطر بمداد احمر ، الدم والاستشهاد كل صفحة من صفحاته سجل فخر وعز وكبرياء ، انه سجل الماضين بصمت الذين لم يلتفتوا للوراء ، سجل الدم الغالي للوطن الأغلى ، سجل المحبين للقاء ربهم ، بعيدا عن كل الحسابات لا أم ولا أب ولا زوجة ولا ولد ولا مال فقط الوطن، مجلد سيبقى مفتوحا وتزداد عدد صفحاته طالما أن هنالك ظلما وعدوانا .

بعد أربعين عاما وفي الذكرى الأليمة لحرب 1967، أضاف جلالة الملك عبد الله الثاني لهذا المجلد صفحة من أجمل صفحاته وسطر فيه أسمى المعاني، معان إنسانية كريمة، فاحتضن بقصره ذوي الشهداء ، وبمبادرة هاشمية منه بأن تلبى كل رغبات ذوي الشهداء ، وتكريمهم بمنحهم أربعة عشر مليون دينار لغايات إسكانهم ، فهذه إحدى الصور الرائعة والفريدة التي تندر في هذا الزمان.

كما قلت مجلدات الجيش كثيرة وكبيرة وعظيمة، أمنية، واقتصادية، واجتماعية، ودينية، وبيئية، وصحية، وثقافية، وتنموية، وأخذت كذلك بعدا عالميا وإنسانيا فاستحق بجدارة الريادة.

على رأس الجيش ، القيادة الهاشمية الثابتة ذات الشرعية التاريخية بكل جوانبها ، وتاريخيتها ليست لاسترداد التاريخ لإسباغ الشرعية عليها ، وإنما لتطورها عبر تاريخ عملها وكفاحها، لاستقراء ونشوء المستقبل ليس بالحاضر فحسب وإنما بما أنجز عبر مراحل التاريخ المختلفة وما زال الانجاز مستمرا .

فانه من الإنصاف والموضوعية الجزم بأن الملك عبد الله الثاني هو أكثر أبناء الجيل الهاشمي المعاصر متابعة واهتماما واطلاعا واضطلاعا بمجلدات الوطن، فهو صاحب السبق والتجديد والاستنباط للأفكار الخلاقة ، والأفعال الجليلة التي تحظى بإعجاب وتقدير وشكر أبناء الشعب والوطن.

alghobein@yahoo.com