حتى الآن مازالت إيران في مرمى الجنون الترامبي، الكل يتوقع من ترامب فعل الكثير في الفترة المتبقية من ولايته، مع أن كثيرين يرون أن الرجل لم يفعل أي جديد، غير ما فعل، خلال ولايته التي انتهت فعليا بانتخاب بايدن خلفا له.
الحديث عن اغتيال عالم ومهندس السلاح النووي الإيراني، محسن فخري زاده الرجل الأهم في سلسلة العقل الإيراني النووي، وهي الضربة الثانية للنظام الإيراني بعد اغتيال قائد الحرس الثوري قاسم سليماني في حزيران 2020 يقود داخل إيران إلى جدل وقلق كبير بات ظاهرا على حالة الاقتصاد والنقد السياسي المرتفع لنظام الملالي.
ربما تكون إيران ماضية أكثر في برنامج سلاحها النووي، وتفويض الأمن في المنطقة، والاستثمار بكل ما يحدث من مشكلات لصالح تمددها وتصدير ثورتها. وها هي الولايات المتحدة وإسرائيل قد بدأت مطلع العام الحالي بقتل سليماني، واليوم برغم أن لا أحد يتبنى تصفية محسن زادة، إلا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدث عام 2018 عن محسن زاده وطالب من الجمهور تذكر اسمه.
ربما لا علاقة لأي من الطرفين بالاغتيال، لكن البصمات واضحة، والشكل الذي تمّ فيه الاغتيال واضح، لكن الغير متوقع هو رد الفعل الإيراني، الذي نتج عن اجتماع مجلس النواب الإيراني، حيال الاغتيال، ما كان يعني الاستمرار بميزات الاتفاق النووي، او المضي ببرنامج التخصيب.
لا مجال لكثير من الخيارات أمام إيران وهي تفقد المزيد من قادتها، إلا أن تفكر بما خسرته، وهي اليوم في أمس الحاجة للتهدئة حتى تمضي ولاية ترامب وتدخل مرحلة بايدن، الذي يبدو منفتح على مسألة تجديد الاتفاق النووي. لان الكارثة التي فعلها ترامب أدت إلى إطلاق يد ايران والتخصيب بشكل اعلى من المسموح به وضرب المنطقة بالمزيد من التوتر.
حتى الآن يمكن الحديث عن استدارة إيرانية، في المرحلة الأولى من ولاية بايدن، لكن المهم أن تجري تحولات عملية في سياسة إيران الخارجية، فلا شك أن الوضع العام في المنطقة لا يبشر بالخير في ظل حماقة الساسة الإسرائيليين وتبجحهم بالهيمنة في المنطقة والانتصار التاريخي على ثقافة الممانعة، ولا في الأيام المعدودة لترامب، ولا في المشهد الإيراني المرتبك والمليء بالألغام، فالمطلوب من الجميع العودة للعقل والواقعية السياسية.
إيران شهدت الكثير من الأزمات مؤخراً، منها تفجير طائرة ركاب اوكرانية، واغتيال قاسم سليماني على أراضي العراق، وأخيراً اغتيال محسن زاده على أرضها، ما يعني ان الدولة الممانعة والمقاتلة ضد الشيطان الأكبر قد خسرت الكثير وباتت في اضعف ما يكون.
الدستور