ويحدث أن يتسلل الخريف إلى قلبك، فتتبدّد كل مشاعرك المخملية الدافئة كما تتطاير أوراق الأشجار المصفرة في الهواء.. فتنطفئ روحك المتوهجة لتصبح كشجرة خاوية أغصانها، فتجد نفسك بين بقايا الأشجار كغريب في الأوطان، لكن هذه المرة مختلفة هي ليست غربة الوطن بل غربة المشاعر والأحاسيس.. فلا أنت على قيد الحياة ولا أنت قد فارقتها بسلام.
هي نصف حياة لم تعشها كما قال جبران خليل جبران: " النصف هو حياة لم تعشها، هو كلمة لم تقلها، هو ابتسامة أجلتها، وهو حب لم تصل إليه، وهو صداقة لم تعرفها، النصف هو ما يجعلك غريباً عن أقرب الناس إليك، وهو ما يجعل أقرب الناس إليك غرباء عنك"..
من أكثر الأشياء التي قد تسبب الألم لقلبك هو أن تتخذ قراراً مصيريًّا بأن تبقى أو تبتعد لكن ما سيؤلمك حقًّا هو أن تبقى في المنتصف كشبه حي و شبه ميت، لا أنت تعيش بسلام ولا أنت تموت بسلام فتعلن مراسم تشييع جنازتك..
لم يكن كل ذلك محض صدفة، بل هو نتيجة تراكمات خيبات الأمل في كل مرة كنت تراهن فيها على أنك شخص مميز في حياة أحدهم.. في كل مرة كنت تعتقد أنه من حقك أن تشعر بالفرح لأبسط الأشياء والحق أنه ليس من حقك حتى أن تشعر..
في كل مرة غصَّ بها حلقك بكلمات ماتت قبل أن تقولها فسمعت رجع صداها في خفقات قلبك وقد آثرت الصمت حينها حتى لا تقسو على قلوب ظننتها أوطان وهي منفى في منتهى القسوة.. لم تعلم حينها أنك قد أنهكت قلبك حدَّ الوجع فما عادت تجدي حبات المسكن نَفْعًا فالصداع في القلب هذه المرة.
Twitter: Eng-Shahed Alqady
Gmail: Shahed.Alqady@gmail.com
YouTube Channel: Shahd Ward