«إلى صديقي» الشَّنْفرى الذي كان أَوَّلَ من استقال «من الشعر، ومن الناس»!
أَستقيلْ من الشِّعْرِ
أُعلنُ – بعد ثمانين حرباً من القَهْرِ –
أنَّ الذي قُلتُهُ كان ثرثرةً توجِعُ القَلْبَ..
لا شيءَ يمكنُ أنْ يتبدَّل..
لا شيءَ يمكنُ أنْ يتحوَّلَ..
فالأرضُ ما زالت الأرضَ
والناسُ يَقْتَتِلونَ على طينِها
وأمامَ أصابعِ أَقدامِها يَنْحنونَ
لِتَمْنَحَهُمْ «فضلاتِ طواحينِها!»!
أستقيلُ من الهَمّ،
أَطْلُبُ – بعد ثمانينَ حرباً – مع الغَمّ
وَقْفَ القِتالْ!
فالغريبُ أنا...
واللبيب الذي – كُلَّما غاصَ في الوَحْلِ –
طالت أَظافِرُهُ.. واسْتطالْ
.. ثُمَّ أصبحَ كيساً من المالِ
يَمْشي، على الرِّمشِ، مُنْتَشياً
وَيَرُشُّ على حائِط الوقتَ
رائِحةَ الموتِ...
قُلتُ: الغريبُ أنا...
والعجيبُ أنا...
ونهاري قصيرٌ قصيرٌ...
وكُلُّ الليالي طِوالْ!!
كانَ ثرثرةً، كُلُّ ما قيلَ.. أو سَيُقالُ!
والأماني التي انْزَرَعَتْ في تُرابِ القَوافي
خَيَال!
فاقيموا صدور القصائِدِ وانتشروا
أيها الشُّعراءْ
وأقيموا صدورَ الموائِدِ
وانفجروا أيُّها الفُقراءْ!!
الرأي