باشرت عدة جهات رسمية وأهلية عقد ورشات عمل ولقاءات بهدف التدريب على خوض الانتخابات وممارسة الديمقراطية, وهو أمر يتكرر في كل موسم, بل إن الحكومة في الانتخابات الماضية عقدت العديد من الاجتماعات والنشاطات للشباب والطلاب كان من أطرفها قيام مجموعة من الشباب بتقديم أداء تمثيلي للانتخابات كاملة من لحظة الاستعداد والترشيح والحملات الانتخابية الى لحظة الفوز والخسارة, ففرح الفائزون وتقبل الخاسرون خسارتهم بصدر رحب وروح ديمقراطية, ثم عقد النواب الفائزون جلستهم الأولى على المسرح بل قاموا بحجب الثقة عن الحكومة وأسقطوها امام الجمهور, في تعويض -كما يبدو- عن ما يجري في الواقع.

هكذا إذن يتعرف الناس وخاصة النشطاء منهم وعن طريق الخيال على المهمة الحقيقية للنائب وللبرلمان ثم يعودون لواقعهم لكي يمارسوا ويعيشوا نقيض ما قاموا بتجسيده على المسرح وذلك في ازدواجية عميقة بين ممارسة واقعية وأخرى خيالية.

كما هو واضح يتعين على الفرد أن يعيش بشخصيتين, واحدة يجسد بها ما هو نموذجي أمام الجهات ذات العلاقة يتقي بها الشرور المحتملة أو تشكل بالنسبة اليه جواز مرور آمن عصري حديث الى العمل والعيش بانسجام مع المشهد الرسمي, وشخصية أخرى حقيقية يمارس بها الفرد مفاهيمه الحياتية بكل تفاصيلها وحسبما تقتضيه القوانين والأنظمة الفاعلة وإن لم تكن موثقة أو مكتوبة.0

ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net