يؤلمنا هذا الحال، والوضع الذي وصلنا إليه، بل وفرضه علينا فيروس كورونا، حتى بات كل منا يخشى على نفسه من الآخر، ويخشى حتى نفسه على الآخرين، وذلك بعد الإنتشار المجتمعي لهذا الوباء.
ويؤلمنا أيضاً ما آل إليه حالنا، حتى أن الجار لا يمكنه أن يقدم المساعدة لجاره، او تفقد أحواله في حال مرضه، وذلك خشية أن يكون من المصابين، بفيروس كورونا القاتل، او أن يكون أحد الأعراض التي قد تقود فيما بعد للإصابة بفيروس كورونا.
ويؤلمنا هذا الحال، حيث أن الصديق لا يستطيع أن يشارك صديقه في فرحه، ولاحتى في حزنه عند فقدان عزيز لا سمح الله، ولا حتى يستطيع تقديم واجب العزاء والمواساة بوفاة فقيده.
وكم يؤلمنا أيضاً أن يلتقي الشخص منا صديقا له، أو قريب له، أو حتى شخص عزيز على قلبه، دون أن يبادله السلام بحرارة من خلال المصافحة، أو الحديث معه كالمعتاد، كما هي العادة قبل عصر كورونا.
يؤلمنا هذا الحال، ويؤلمنا أكثر الجفاف في العلاقات الإجتماعية بين أفراد المجتمع، بعد انتشار المخاوف بين المواطنين خشية الإصابة بفيروس كورونا، وإرتفاع عدد الحالات المسجلة بكورونا في المملكة.
كما يؤلمنا كثيرا الغياب الطويل للزيارات بين أغلب الناس، والزيارات العائلية، وحفلات الأعراس، وفتح بيوت العزاء، والكثير من المناسبات الاجتماعيه المكتملة، الا بما يسمح بها وهي ألا يزيد العدد عن عشرين شخصاً في كل مناسبة.
ويؤلمنا أيضاً أن لا يجتمع الجار مع جاره، ويحتسون القهوة مع بعضهم البعض، ولا يزور أهالي المنطقة الواحدة بعضهم في حالات المرض، ولا يقدمون التهاني بتخرج أحدهم، او زواج آخر، أو نجاح أحد الأشخاص، ولا يتبادلون الزيارات كما هو في الحال في الوضع الطبيعي.
يؤلمنا هذا الحال، كما يؤلمنا أيضاً أن نفقد يوميا عشرات الأشخاص من الضحايا نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، وكذلك يؤلمنا إصابة الآلاف من الأردنيين بهذا الفيروس، متمنين أن نعود لحياتنا بشكلها الطبيعي، نمارس كافة تفاصيلها من دون أية مخاوف، ولا منغصات.