لماذا تركتها يا صدام الخوالدة
د. ثابت النابلسي
29-11-2020 09:50 PM
غادر الحياة الدينا تاركاً كل ما فيها لكم، كان نموذجا للشباب الاردني الطموح، كان الشاب الذي يصعب ان تجد مثل جبلته ولهجته ونظرة عيونه العاشقة للوطن، كان روح الوطن المتجسدة في صورة الشباب الغيور على الشباب في وطنه.
صدام.. يا وجعًا في خاصرة الشباب الحالم، لقد تركتها بكل ما فيها من مناصب ووظائف ومقالات وعلاقات وأحلام وطموحات، رحلت دون واسطة من أي مسؤول لم ير فيك الشغف والإخلاص، تركت الشباب في معاناتهم يحاولون ان يصلوا للنموذج القريب لواقعهم، فقد كانوا يراقبون ويقرؤن كل ما تكتب وما تفعل وما تحاول ان تثبت فيه ذاتك كشاب اردني، يتساءل دوما وبقوة لماذا لا نكون في الطليعة؟ ولماذا لا نحصل على أي شيء إلا بشق الأنفس؟، ها أنت اليوم غادرت وحققت فراقهم.
أيها الشاب المفارق للحياة ،،لست وحدك كثيرون قد يغبطون صدام على موته، ويحزنون على فراقه، فهو قصة ابن البادية المؤمن بقدراته حمل على عاتقه مسؤولية كبيرة وهي المواطنة الحقيقية، وحارب بقوة لإيصال صوت الشباب وإثبات وجودهم.
لقد عرفت صدام الخوالدة في عدة مواقف، فهو صاحب نخوة وشهامة رجل يعتز بوطنه ومليكه، يحترم العشيرة ويقدس الوطن، عرفته مثابرا وطموحا وصاحب كلمة معبرة، عرفته بملامحه البدوية الاردنية، كان له نظرة ثاقبة وبريق عينه كالصقر في سماء الوطن، نعم فقدنا شابًا كان يلتحف السماء ويفترش الأرض ويخاطب النجوم في سماء الوطن بكل كلمات الحب.
وداعا صدام، الى جوار ربك، رحمك الله واسكنك فسيح الجنان، وحمى الله الاردن وشبابه.