(2) ذكرى التضامن:
* أصبح ذلك اليوم الذي دعت إليه (الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة) عام (1977م)... يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني (29/11) من كل عام... أصبح ذكرى... تحتفل به المنظمة في مقرها نيويورك ومقارها العالمية الأخرى، ولا صدى لتلك الاحتفالات خارج قاعات الاحتفالات.
* كان الهدف من إعلان ذلك اليوم، أن يكون يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني على مستوى عالمي، للتذكير بالقرار رقم (181) الذي أتخذته المنظمة نفسها قبل (73) ثلاثة وسبعين عاماً، بتقسيم (فلسطين الوطن) وتشريد الفلسطينين (الشعب).
كما كان الهدف إحياء (التضامن) على مستوى عالمي مع الشعب الفلسطيني في نضاله لتحقيق آماله وطموحاته الوطنية المتمثلة بإقامة دولته المستقلة، والتي اعترف بها دولياً، على حدود الرابع من حزيران (1967م)، وعاصمتها القدس العربية المحتلة.
*ويأتي السؤال... ما مصير هذين الهدفيْن:
*فالهدف الأول، التذكير بالقرار الظالم الجائر رقم (181)، لمم يعد يُذكر، حتى في الكتب المدرسية في المنطقة العربية، الا ما ندر، كما لم يعد التذكير بالقرار موضع إهتمام: أكاديمي أو سياسي، فقد أصبحت (فلسطين التاريخية) أرضاً (محتلة) بكاملها... وأنحسرتْ المطالبة بأقامة دولة فلسطينية على أقل من (20%) من مساحة فلسطين التاريخية.
*أما الهدف الثاني، وهو التضامن من أجل قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فليس بالأحسن حظاً، فقد أنتهى المجهود العربي- الفلسطينية خلال المواجهة مع الصهيونية على مدار مائة عام إلى (حلم ضيق) يتمثل بأقامة الدولة على (20%) من فلسطين الوطن العربي الراسخ.
* أصبح التفكير بالاحتفال بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ... لا يحمل المعنى الذي وجَد من أجله: فالنظام العالمي قد تغيّر، بأيديولوجيته وتكوين نظمه، واهتمامات النظم الاقليمية قد تغيرت. فقد سيطر الاهتمام (بالجائحة كورونا)، و(الأختلال الاقتصادي)، و (الاضطراب السكاني) على المستوى العالمي، يفوق أي مجال آخر.
* في هيمنة هكذا أوضاع، وفقدان الفاعلية للدول والمناطق الجيوسياسية، كالمنطقة العربية التي تعرف (بالشرق الأوسط وشمال افريقيا)، والتي فقدت (بوصلة الاتجاه/ أو حاسة الاتجاه)، في هيمنة هكذا أوضاع، فأن السبل التي ستعتمدها (منظمة الأمم المتحدة) والدول العربية، مجتمعة ومنفردة، للتضامن مع الشعب الفلسطيني... لن تؤدي إلى الغاء (قانون قومية الدولة- الاسرائيلية)، أو اعادة الحياة لمشروع (حل الدولتيْن) على سبيل المثال لا الحصر.
* ويبقى الحل في إيجاد (مشروع عربي) موحد الأهداف والوسائل لمواجهة (المشروع الصيهوني) الذي وصف (بالأخطبوط الصهيوني).