قارب الخمسين عمره في الذاكرة الوطنية العميقة، وما يزال البريق هو ذاته بل يزيد، أي رمزية تلك التي نثرها الرجل بين المدن والأرياف والبوادي والمخيمات، لماذا يكتب لهذه الأيقونة أن تكون عابرة لمختلف الأجيال؟!
لماذا تسترده الذاكرة بقوة في هذه الأيام؟ هل مرد ذلك حالة العوز والفقر لنموذج وصفي أم هروب من مواجهة الواقع في "لطمية جماعية" كما يفعل الشيعة في إستحضار الحسين!!
هنا أقف إلى الصورة الرمزية التي يحملها "وصفي" التي رسمها من لامس سياساته التنموية و مشروع نهضته بكل تجرد، وتتداولها من يتوق لتلك الشخصية أن تعود من جديد في كل تجلياتها.
لم يلبس الشهيد الفوتيك ويأكل من قمح أرضه تواضعا فقط، بل كان منهجاً وعقيدةً مؤمن بها، فأنصفه المشهد لينتقل إلينا عبر خمس عقود دون زيف أو تحريف.
لا أدري ما الذي يأتي في "صورة الشهيد" وتملىء ملامحه الخشنة صفحاتنا و صوته الجهوري وهو يفخر بأردنيته الاستثنائية؟! هل هو بئس النموذج الحاضر أم حالة وطنية وجدانية صادقة في حضرة "قائد بلدي"؟!
اكاد أقترب من وصفه بأنه كاريزما مزعجة بل نجم تجاوز مداره المنصوص عليه فاحترق، كما نجم هزاع ومن بعده عبدالحميد شرف.
لكنه لم يغيب بل يزيد في الحضور ليذكر أن في الأردن قام رجل.