الإلتزام بالكمامة والتباعد الإجتماعي .. ضرورة لا محالة!
د. أروى الحواري
27-11-2020 04:18 PM
يتسائل البعض منا؛ لماذا ينبغي علينا الإلتزام بالكمامة والتباعد الإجتماعي مع العلم أن الأغلبية لا تتأثر كثيراً بالفيروس؟ متناسيا بذلك الأقلية الضعيفة َالتي تعاني من الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وتصلب الشرايين وغيرها من الأمراض، فالعبرة بتلك الأقلية الضعيفة التي قد يؤدي بها الفيروس للموت.
وقد ورد في الأثر: سِيروا على سَيْر أضعَفِكم. ومن الأقوال المأثورة عن العرب (الضعيف أمير الركب)، لا تكن أنانياً وتقتل غيرك بلا دراية.
سيما أنّ المرض لم ينته بعد بل ويزداد انتشاره كالنار في الهشيم؛ لذا لا بد من الانتباه لبعض النواحي الهامة والتي من شأنها أخذ الحيطة والحذر في كل ما هو آت، وبالعودة إلى ملف كورونا نجد أنه كان كفيلا بتغيير العديد من الوجهات والأفكار لدينا، لذا يتحتم علينا إعادة النظر في الكثير من الاهتمامات في وقتنا الحالي؛ وخاصة أن هذه الجائحة فرضت علينا إجراءات عديدة لم تكن في الحسبان، من هنا وجب علينا إطلاق العديد من البرامج التوعوية والتثقيفية حول كيفية اتخاذ كافة التدابير الوقائية اللازمة في الظروف الطارئة والتي من شأنها الحفاظ على الصحة والسلامة العامة.
من المعلوم أننا نمرّ في أزمة شديدة في ظل انتشار الكورونا الشرس الذي يحصد معه الكثير من الأرواحِ، ولا نلوم أحدًا في الضيق والضجر الذي يمر فيه، فبين الخوف من انتشاره السريع، وبين الضيق والحالة النفسية التي يعيشها جرّاء تطبيق الحظر ولا مفرّ منه؛ وخاصة أنّ الطريقة الوحيدة لحصر المرض والتخلص منه هو الإلتزام التام بالكمامة والحرص على التباعد ما أمكن، سواء للمصابين أو غيرهم، حيث أكد على ذلك جلالة سيد البلاد الملك عبد الله الثاني بن الحسين. لذا علينا تقبل الأمر بكل طواعية ومسؤولية تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين، فهو الحل الأسلم لما نمر به.
أما عن المرض فهو حتما سيبقى ما دام هناك حالات فاعلة في العالم ككل، ومع انتظار اللقاح يتفشى ويزداد، ليس ذلك فحسب قد نواجه موجة آخرى للمرض في الأيام القادمة أو حتى خلال الصيف، من يدري!، حريّ بنا الإلتزام التام والشعور بالآخرين كما لو كنا نحن، وعندما نصل إلى وضع تكون فيه حالات الشفاء متعادلة أو أكثر بقليل من حالات الإصابة بالمرض؛ حينها فقط نكون بخير ويكون المرض قد دخل خانة السيطرة عليه.
ستذكر الأيام والسنين ما مررنا به، وسيكون لها بصمة واضحة في التاريخ القادم، فلنجعلها أياما خفيفة علينا و لنمحو ثقلها بحسن التصرف والدراية؛ لذا لا بد لنا أن نقف وقفة واحدة بعزم وثبات لتمرّ هذه الأزمة، ونحن صابرون بعون الله، لن تجزع النفس وبين الضلوع قلب معلق بالله و رجاءه الذي لا ينقطع، والأردن البلد الرائع بكل فئاته وأطيافه يشكل معا عنوان قوة وفخر عزة تحت قيادة هاشمية مميزة، حمى الله وطننا الغالي وأزاح عنه الغمة وأبدلنا إياها بالراحة والشفاء.