علاقة طردية بين النشاط البدني والجهاز المناعي
بديع نبيل نجم
27-11-2020 10:56 AM
نحن الآن نتمسك بخيط أمل ليحمينا نحن وعائلاتنا ويبعد عنّا وباء الكورونا الذي أصبح حالةً منتشرة في المجتمع حتى أصبحنا نخاف من اسمه أكثر مما نخاف من أعراضه وآلامه ..
أمامنا جزء من العلاج ، وهو مجاني يستخدم بأي مكان وزمان وهو " الرياضة " ،
الرياضة هي علاج وقائي للأمراض والفيروسات وهي جزء لا يتجزأ من العلاج أثناء وبعد المرض لما لها من فوائد عديدة على أجهزة الجسم الحيوية وعلى الجهاز المناعي الذي يدافع ويكافح مع الجسم ضد الفيروسات ،
ممارسة النشاط البدني تعمل على تنشيط الدورة الدموية وسرعة تدفق الدم لكامل أنحاء الجسم
بالإضافة أن الشخص الرياضي قدرته البدنية أقوى وجهازه المناعي أقوى من الذي لم يمارس الرياضة ..
والشخص الرياضي يحصل على كمية أكبر من الاكسجين مقارنة بالشخص العادي ، لأن من أهم أعراض فيروس كورونا هو ضيق التنفس فإحتياجنا للاكسجين بكون ضرورياً، ولأن الاكسجين هو الصديق لجهاز المناعة والعدو اللدود للفيروسات .
الرياضي والممارس للنشاط البدني أقل عرضة للأمراض والذهاب للمستشفيات واستخدام الأدوية والعقاقير ، إذ حسب دراسة أجرتها اللجنة الاولومبية الأردنية عام 2019 أن اذا انخفض معدل اللياقة البدنية بنسبة 10% يؤثر ذلك على الازدياد في الانفاق الحكومي الصحي 2% اي ما يقارب 51 مليون دينار اردني ،
لما للرياضة من فوائد في مكافحة الأمراض المزمنة مثل الضغط السكري وامراض القلب حتى السمنة ولها فوائد عديدة في الجانب النفسي لتقليل التوتر والخوف واطلاق سراح السعادة من خلال افراز أكبر لهرمون الاندروفين والدوبامين والسيروتونين " هرمونات السعادة " ، وبحسب نفس الدراسة ان ما يقارب 2 مليون مواطن أردني يعانون من امراض القلب والسكري و 33% من الشعب يعاني من السمنة الزائدة ،
والنشاط البدني يساعد على التخلص أو التخفيف من هذه الأمراض التي تعد خطرة اذا أصاب الشخص فيروس كورونا .
بالإضافة أن الشخص الممارس للرياضة في المراكز الرياضية الصحية للحفاظ على صحته ورفع لياقته سيكون من أكثر الناس حيطةً وحذر ومتقيد بشكل كامل بالإجراءات الصحية المتبعة .
ومن جهة اخرى القطاع الرياضي هو مصدر رزق للآلاف من المدربين والرياضيين اذا حسب دراسة اجرتها اللجنة الاولومبية الاردنية للقطاع الرياضي عام 2019 بأن عدد موظفي مختلف المجالات والتخصصات الرياضية 276, 26 إذ ان القطاع الرياضي يساهم ب 76 مليون دينار أردني في الناتج المحلي اي ما يقارب 1,3% من الناتج المحلي ، بالتالي القطاع الرياضي ليس جزءاً من الترفيه والتسلية بل هو جزء من القطاع الصحي ،
نحتاج في هذه الفترة لممارسة الرياضة وتشجيع المواطنين وتحفيزهم على ممارستها بشكل مستمر .
وتوصي منظمة الصحة العالمية بممارسة النشاط البدني معتدل الشدة الى شديد الوتيرة ل 150 دقيقة اي ساعتين ونصف الساعة أسبوعياً .
إلّا أن وللأسف أتخذ قرار بإغلاق كامل القطاع الرياضي من مراكز وجيمات وأكاديميات رياضية والمسابح " حتى إشعار آخر "
بالوقت الذي كانت جميع المراكز متخذة كامل سبل الوقاية والإجراءات الصحية والتباعد السليم وحسب الشروط الصحية المتبعة ولم نلحظ اي بؤر من الاصابات او مخالفات قانونية بحق أي مركز او جيم رياضي .
وبناءاً على ما ذكر سابقاً نتمنى اعادة النظر بهذه القرارات الغير دقيقة والمجحفة بحق القطاع الرياضي والتي تسببت بآثار سلبية على المستويين المادّي والرياضي ،
مع أمنيات ان ينتهي هذا الوباء على وطننا الغالي بخير وسلام .
مدرّب اللياقة البدنية