مدينة نابولي تبكي أسطورتها مارادونا
م. عدنان السواعير
26-11-2020 01:39 AM
في عام 1984 كنت اسكن في مدينة نابولي واحدة من أجمل مدن إيطاليا، سكني كان يبعد 200 متر عن كلية الهندسة ومثلها عن ستاد نابولي الدولي، فريق المدينة لم يفز بحياته والتي قاربت على السبعين عامًا آنذاك بأي بطولة تذكر باستثناء مرتين كأس ايطاليا عامي 1962 و 1976، لم اكن من عشاق الكرة، رغم ان الايطاليين يحبون كرة القدم لدرجة الهوس وكان لي العديد من الاصدقاء والذين يحضرون مباريات فريق نابولي باستمرار ويدعوني دوما لحضور المباريات، واحد منهم كان والده من اداريين الفريق وكان على استعداد لتوفير البطاقات او الاشتراك المجاني لحضور المباريات، لكنني لم أشعر أبداً بالرغبة لحضور المباريات.
في صيف ذلك العام يضم الفريق لصفوفه أقوى لاعب للكرة في العالم وهو دييجو مارادونا في أعلى صفقة دفعت لشراء لاعب لغاية ذلك التاريخ، تتحول فجأة مدينة نابولي من مدينة محبطة كرويًا إلى مدينة يملأها التفائل بإمكانية فوزها بالدوري والذي كان محتكرًا على فرق الشمال.
الجو أصبح مليء بالحماس ومن يعيش ذلك الجو لا يمكنه أبداً ان يكون بعيدًا أو ان يعزل نفسه خاصةً بعد ان عاد صديقي جوزيبي بدعوته لي بحضور المباريات قبلت ذلك وأهداني إشتراكاً مجانيًا في منصة الشرف لحضور المباريات.
لم أغب عن اي مباراة داخلية للفريق في ذلك العام، كان فنانًا رائعًا يعزف على الكرة، أحببت كرة القدم لرؤيتي مارادونا لاعباً، الدوري الايطالي في تلك الفترة كان الدوري الأقوى في العالم، رأيت مارادونا يلعب ضد بلاتيني وضد كل من زيكو، كاوسيو، تارديللي، بونييك، باولو روسسي، جولييت، فان باستن، فالكاو، سوكراتس، رأيته يلعب مع كاريكا، جوردانو، بيرتوني.
أصبح فريق نابولي الفريق الأكثر متابعةً في الدوري الايطالي وفي العالم وحقق الفريق ما لم يحققه في تاريخه، أستحق بطولة الدوري ولأول مرة عام 1987 ثم عاد وفاز به عام 1990 حقق بطولة اندية اوروبا عام 1989 وبطولات أخرى.
ما حققه فريق نابولي في أعوام تواجد مارادونا لم يحققه الفريق لا قبل وصول مارادونا ولا بعد رحيل مارادونا.
مدينة نابولي وهي اليوم تبكي رحيل اسطورتها، لم تنسى أبداً دييجو مارادونا وبقي دومًا وعلى مرور السنين أيقونة المدينة، إسم دييجو هو من اكثر الاسماء تداولاً في نابولي.
أعلنت بلدية نابولي الحداد لمدة 3 أيام على وفاته وستقوم في جلستها المقررة يوم الاثنين بتسمية ستاد المدينة الدولي ستاد مارادونا الدولي، يستحق ذلك دون أدنى شك.