ثقيلة هذه الأيام وتتعبنا الأخبار اليومية التي تتحدث بشكل كامل عن وباء كورونا وأصبحت حديث الصغار والكبار، أصغر ابنائي دائما يقول متى تنتهي كورونا؟ الأم تخاف على أطفالها والأب يفكر دائماً بعائلته ونفقاتهم, صديق مقرب لي بلغ به الأمر أن تحدث بأننا آخر الجنس البشري، وإن الله سيبدلنا بأقوام أخرى هي سنة الحياة وتطورها منذ خلق الكون، قلق ورهبة وخوف أهتز الكون بأكمله جراء هذه الجائحة، هي إرادة الله ونقبلها هذا الكم من الوفيات نتيجة الوباء وأعداد الإصابات المخيف يجعلنا في حيرة وترقب لما يأتي ونستكين إلى قدر نشاهده بشكل يومي لكثير من المعارف والزملاء والأخبار التي تنقل معاناة من أصابه هذا الوباء وما ينقل عن بعض الأطـباء الذين توفاهم الله نتيجة اصابتهم ومعاناتهم.
من عادتي أن أدخل عمان باكراً، وكم يتعبني حال هذه المدينة، كيف كان وقع الحياة فيها قبل هذا الوباء؟ أين ذهب هؤلاء الناس؟ أين سيارات الأجرة، وباصات العمومي؟ قلتها لرفيقي كأنها مدينة أشباح، هم رجال السيـر نقاط مضيئة منتشرون في الطرقات، وقفتهم لأجل أن نبقى متيقظين وملتزمين بأجراءات الحماية من هذا الفيروس اللعين، عمان سيدة المدن ورفيقة الصباح تئن وتبكي حالها، عمان فنجان قهوة لا بد أن ترتشفه لتعيد لك اليقظة والحياة، وتفتح ذراعيها باكراً لروادها ومحبيها، الآن عمان أسقطت الصباح وأغاني فيروز، لم نعد نسمع تلك الاغاني الوطنية المبثوثة من إذاعتنا المحلية وأنت تقف على الإشارات الضوئية تنتظر انطلاقك لقلب عمان, متى نستعيد أنفسنا، وتعود عمان شامة الخد العربي إلى ضجيجها الساحر؟.
أسر منهكة وبيوت أغلقت على حالها، وأرباب أسر في حيرة وبكاء ورجاء، كان عملهم ورزقهم يأتي يومياً وكان الرضى والقبول والحمد لله ديدنهم، لم يكن لديهم تفكير يتوفر مبلغ مالي لعدة أيام، كان الرجاء هو تـأمين نفقات هذا اليوم وما بعده يأتي بعون الله، حاجات ضرورية ومتطلبات لا غنى عنها، لابد من توفرها، محلات ومقرات عمل ومشاريع أوقفت عملها بسبـب هذا الوباء مما أدى بها الاستغناء عن عامـلين لديها مجبرين على ذلك، مؤسسات كبرى اضطرت إلى إلاغلاق مما زاد من وطاة الوضع المعيشي لمثل هؤلاء العمال، لكن الآن ما السبيل ونحن نسمع ونشاهد أنين هذه الأسر؟.
الأردن يحتاج إلى همة وطنية غير عادية، بلدنا يحتاج رجالا يكتنزون الذهب والفضـة وجاء دورهم لرد الجميل بالجمـيل، لنعد ترتيب أولوياتنا الملحة في مساندة متطلبات هذه المرحلة، لنتكاتف ونصمم برامج لدعم الأسر المحطومة من هذا الوباء حتى نتجاوز هذه الظرف الصعب.
(الرأي)