وأحيراً خضع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للأمر الواقع وسمح بانتقال السلطة الى الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن، بعد تردد دام فترة 3 أسابيع. وتفرض عملية الإنتقال، على الرئيس المنتخب، أن يعين 4 آلاف موظف فدرالي، في مناصب مختلفة، يشكلون بمجموعهم (الإدارة) الجديدة. وكذلك عندما يرحل رئيس، منتهية ولايته، يرحل معه نفس هذا العدد من موظفي الحكومة الفدرالية.
قرابة خمسة عقود في واشنطن
رغم تأخر انتقال السلطة، بسبب عدم تعاون الرئيس ترامب، إلا أن بايدن مضى قُدماً في إنتقاء طاقم إدارته معتمداً على معرفته الشخصية السابقة بعدد كبير من الموظفين، الذين خدموا في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. هذا بالاضافة إلى أن بايدن عاصر واشنطن، على مدى قرابة الخمسة عقود، كعضو في الكونغرس، لذلك فهو على دراية بالمؤسسة الحاكمة، وطريقة اختيار من يخدمونها. علماً أنه أُنتخب عضواً في الكونغرس لأول مرة عام 1972.
رجال أوباما
يتضح أن بايدن يلجأ إلى تعيين المقربين منه، الذين رافقوه على مدى ثماني سنوات، في البيت الأبيض، أمضاها نائباً للرئيس أوباما. مثال ذلك (رون كلين)، الذي عينه كبير موظفي البيت الأبيض. وقد رافق كلين الرئيس المنتخب منذ الثمانينات، حيث عمل معه في الكونغرس، كما خدم الإدارات الديمقراطية، منذ ذلك الحين، في عهد كل من بيل كلينتون وباراك أوباما.
اليهودي (أنتوني بلينكن) وزيرا للخارجية
وهكذا يتضح أن بايدن يتجه الى تعيين رجال الصف الثاني الذين عملوا مع أوباما، ومنهم اليهودي، (أنتوني بلينكن)، الذي رشحه كوزير للخارجية، في الإدارة الديمقراطية الجديدة. وبلينكن من مواليد مدينة نيويورك عام 1962، من أبوين يهوديين، وقد أمضى عامين نائباً لمستشار الأمن القومي لدى الرئيس أوباما، وعامين آخرين نائباً لوزير الخارجية. ومن بين الوجوه المعروفة التي ضمها بايدن لطاقمه جون كيري، الذي كان وزيراً للخارجية، في الفترة الثانية من عهد أُوباما.
خلاصة القول
يبدو واضحاً أن إدارة بايدن ستكون امتداداً لإدارة أوباما على كافة الأصعدة، الداخلية والخارجية، وبنفس التفاصيل، حتى لو تغيرت بعض الوجوه. وبالتالي فإن السياسة الخارجية لإدارة بايدن ستكون نسخة من السياسة الخارجية لإدارة أوباما، خاصة فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط. ومن يريد أن يتعرف على خبايا سياسة أوباما، تجاه منطقتنا، لا بد أن يقرأ مذكراته التي يكشف فيها دقائق الأمور، وكيف كان هو شخصياً يدير المشهد مباشرة على الهاتف. لذلك فإن بايدن سيكمل من حيث توقف أوباما. كيف لا، وهو يعتبر خريج مدرسة أُوباما وتلميذه.