اللحظة الوطنية
المحامي عبد اللطيف العواملة
24-11-2020 01:54 PM
مع اعادة تشكيل مفاصل الدولة، من حكومة و برلمان، و استمرار ازمة كوفيد19، لدينا فرصة فريدة لاجراء مراجعات استراتيجية شاملة لجميع القطاعات و لكافة مناحي الادارة الحكومية. بوصلة المستقبل بدأت تتشكل و معها لحظات وطنية مهمة للتغيير الايجابي الشامل و المتكامل.
لا بد من المراجعات الجادة التي ترتكز الى استراتيجيات و سياسات عامة اساسها العلم و الخبرة و الابتكار. مطلوب مراجعة شفافة و جريئة لاسلوب الادارة الحكومية، مع اعادة هيكلة قوية للقطاع العام يكون هدفها اكبر من التوفير بل الاستثمار في الوطن بشكل فعال.
مر علينا عام 2020 بصعوبة بالغة و الم كبير، و لكن الحالة النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية للناس موائمة لاجراء تعديلات جذرية على انماط الحياة و اسلوب ادارة المجتمع. فمدى قبول التغييرات الشجاعة في هذه اللحظة هو اكبر من اي وقت مضى.
الحكومات الناجحة هي التي تقود المجتمع و لا تعكسه فقط. اللحظة الحالية مناسبة لدعم قيادات حكومية تفهم الاردن الحقيقي و تدرك مكنوناته و تنتمي الى رسالته. قيادات تفهم نفسية مواطنيه، و تعرف كيف تعبر عن طموحاتهم.
مع التشكيلات الجديدة، و الظروف الصعبة، لدينا لحظة وطنية فريدة و حساسة. النهضة الاردنية المرتقبة ترتبط بقدرتنا على اعادة تقييم للتجربة الوطنية بشكل شامل. يمكن لنا ان نعيد صياغة مشروع النهضة الاردني المتكامل و العابر للحكومات، فاللحظة ملائمة، و لكنها لا تدوم.
ان القدرة على ادراك معنى هذه النافذة المتاحة للتغيير و انتهاز الفرصة سيشكل ليس فقط معايير الحكم على نجاح هذه الحكومة، بل سيحدد ايضا مدى قدرتنا على تجاوز الصعاب الحالية، و المستقبلية.