على مدار عام كامل، نجحت السعودية بقيادة قمة مجموعة العشرين خلال توليها رئاستها واستضافتها، وقد توج هذا النجاح بتقدير عالمي من الدول العشرين الكبار في العالم، إلى جانب تقدير من معظم دول العالم التي دعتها السعودية لحضور الاجتماعات والجلسات وورش العمل التي عُقدت على مدار عام كامل في السعودية لمناقشة العديد من الملفات والقضايا التي تهم العالم أجمع.
مئات الفعاليات نظمتها السعودية بحضور آلاف الخبراء والمختصين من حول العالم، من القطاعين العام والخاص، ونجحت في تسليط الضوء على ملفات وقضايا ومشكلات عالمية هامة، لتخرج بتوصيات وحلول رفعتها لقمة القادة التي عُقدت على مدار يومين متتاليين ضمن قمة إفتراضية تابعها العالم بحرص واهتمام، نظراً لما تشكله دول المجموعة من أهمية وثقل على المستوى العالمي، من الناحيتين السياسية والاقتصادية.
السعودية البلد العربي الوحيد في المجموعة، والتي ترأست واستضافت القمة لأول مرة منذ نوفمبر من العام الماضي وحتى إنعقاد قمة القادة التي إنتهت أمس، حققت نجاحاً متميزاً على كافة الصعد والمحاور التي تضمنتها الأعمال التحضيرية للقمة، حيث شهدت المملكة حراكاً ونشاطاً كبيراً على كافة المستويات، إذ عقدت الاجتماعات المتخصصة في العديد من القطاعات والمواضيع، وشارك فيها الوزراء والخبراء والمختصين من مختلف دول العالم لمناقشة الهموم والقضايا والمشكلات التي تؤرق العالم في العديد من المجالات.
وبعد جهد كبير أدارته المملكة بحنكة كبيرة، عُقدت القمة بحضور قادة المجموعة افتراضياً وناقشت أهم الملفات والقضايا التي تهم العالم أجمع، وقد كان على رأسها جائحة كورونا التي كانت الشغل الشاغل للعالم على مدار حوالي عام كامل، فيما حالت الجائحة دون عقد اجتماع القادة بحضور شخصي في الرياض، كما أن الجائحة فرضت على القادة عقد قمة استثنائية خلال شهر مارس الماضي لمناقشة آثارها على العالم من الناحيتين الصحية والاقتصادية، وهذا ما يحدث لأول مرة بأن تقعد المجموعة قمتين في عام واحد، وهو ما يسجل بكل تقدير للسعودية التي أدركت حجم الجائحة وأثرها على العالم ودعت لهذه القمة الإستثنائية.
قادة المجموعة طرحوا ما لدى بلدانهم من هموم وتحديات في القمة، وناقش الجميع القضايا المشتركة بين كافة دول العالم، وقد تناول البيان الختامي محاور عديدة تشكل الأولويات والتحديات والهموم والملفات التي تشغل العالم، حيث تعهد القادة بتشكيل حُقبة ما بعد جائحة فايروس كورونا المستجد؛ بحيث تكون قوية ومستدامة ومتوازنة وشاملة.
وركز البيان الختامي على مواجهة التحديات معاً، وبناء التعافي المتين وطويل الأمد في مجالات الصحة، التجارة والاستثمار، النقل والسفر، الهيكل المالي العالمي، الاستثمار في البنية التحتية، قضايا القطاع المالي، الاقتصاد الرقمي، الضرائب الدولية، مكافحة الفساد، كما أكد البيان على ضرورة ضمان تحقيق التعافي الشامل للتصدي لعدم المساواة في العديد من القضايا ومنها، التنمية المستدامة، إتاحة الفرص، التوظيف، تمكين المرأة، التعليم، السياحة، الهجرة والنزوح القسري، إلى جانب موضوع ضمان المستقبل المستدام والذي يتضمن البيئة والطاقة والمناخ، الزراعة، المياه.
مرةً أخرى تؤكد المملكة العربية السعودية قدرتها على لعب دور محوري عالمي في العديد من القضايا والملفات الدولية، على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وذلك بفضل مكانتها المتقدمة عربياً وإسلامياً وعالمياً، ومرةً أخرى نؤكد فخرنا واعتزازنا بهذا البلد العربي الذي يؤكد ريادته ونجاحه يوماً بعد يوم، والذي يؤكد على الدوام أنه عمقنا وسندنا وحليفنا القوي الذي يقدر الأردن وقيادته بحكم وحدة الهدف والمصير، ومن هنا كان الأردن، ممثلاً بجلالة الملك عبدالله بن الحسين، هو ضيف الشرف في القمة.