حكومة سلام فياض في رام الله هي رسمياً حكومة "تصريف أعمال", فقد تشكلت في ظرف استثنائي وبغياب المجلس التشريعي. والتسمية تحمل مؤشرات على محتوى المهمات المكلفة بأدائها.
لكن هذه الحكومة أظهرت طموحاً زائداً, فهي لم تقتنع بمهمة تصريف الأعمال, وبدلاً من ذلك عمدت الى تصريف "العملات", وذلك بضم العين حيناً لتصبح "عُملات" ومفردها "عُملة" أي النقود بفئاتها وقيمها المختلفة, وبفتح العين حيناً آخر أي "عَملات" ومفردها "عَملة" أي الفعل المخفي المشين عادة. وفي التطبيق استطاعت هذه الحكومة الدمج بين "العُملات" و"العَملات" بمهارة فائقة, فمن المعروف أن "العُملة" تسهل وتشجع وتفتح الدرب أمام "العَملة", لكن الحكومة قربت المسافة بينهما الى حد كبير.
قبل شهور قليلة استمعت الى محاضرة للدكتور والمناضل عادل سماره القادم من فلسطين قدّم فيها تفسيراً للحالة في الضفة الغربية حيث استطاعت السلطة هناك أن تربط حياة ومصير قطاع كبير من الشعب الفلسطيني بالمال الذي بين يديها, أي ب¯"العُملات" التي حصلت عليها, وأوضح سماره كيف أنها بذلك استطاعت تمزيق الحالة النضالية وتفتيت بنى المجتمع وهيئاته لكي تستطيع تمرير "عَملاتها". لقد أتقنت الكثير من وسائل إجبار الناس على السكوت عن "العَملات" تحت طائلة الحرمان من "العُملات".
اليوم هناك تطور كبير, فقد انتقلت الحكومة الى مرحلة الاعلان المسبق عن مشاريع كبرى مثل دولة بوجود الاحتلال واعلان عدم التناقض مع الفكرة الصهيونية وقبول نهائي للجوء في الضفة الغربية, وهي "عَملات" تسبق وصول "العُملات".0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net