من المعلوم ان الانسان بطبعه وسجيته لو خير بين امرين فسيختار ايسرهما وهذه قاعدة عامة لدى النفوس السوية ومنهاج لمن أراد لحياته اليسر وليس العسر وهو من بديهيات السلوك اليومي ويفرضه واقع الحياة التي نعيش بكل تعقيداتها ومتطلباتها ولا يشذ عن هذه القاعدة الا من كان أعمى البصر والبصيرة.
في ظل جائحة كورونا بمرها ومرارتها عبر أشهر خلت لعب الإعلام دورا كبيرا في عملية التوعية بخطورة هذا الوباء وتداعياته على الأفراد والمجتمع على حد سواء ونشر بشكل هائل جميع المعلومات المتاحة حول اضراره وطريقة انتقاله والارشادات التي ينبغي اتباعها والتقيد بها كضرورة لازمة للجميع وان الضرر عام وليس خاصا وان الذي لا يلتزم لا يضر نفسه فقط بل يضر غيره وانه ينبغي عدم التحلل من الالتزام حماية لنفسه وحماية لغيره لان الجميع في خندق واحد.
ان الالتزام بمعايير السلامة العامة وقواعد الوقايه من هذا الفيروس هو الإجراء الناجع في وقت لم يصل فيه العالم إلى لقاح معتمد يمكن أن يخفف من هذه الازمة إلى حد التلاشي وقد راينأ كيفية التزام المواطنين في بعض الدول بالارشادات الصحية وما تمخض عنه من انخفاض في إعداد المصابين وسيطرة على عدد الوفيات.
بينما نرى على الصعيد المحلي عبثية مستهجنه ومناكفات تاخذ شكل التحدي في إنكار المرض تارة او الاستهتار باجراءات السلامة العامة والضرب بعرض الحائط بالتعليمات وخرق القوانين من بعض المواطنين الذين يصرون على عدم ارتداء القناع ويمارسون حياتهم الاجتماعية بأسراف في اللقاءات والمناسبات دون تباعد ودون اتباع للارشادات الصحية وفي الوقت ذاته يرفضون فكرة فرض الحظر الشامل
لما فيه من تقييد للحريات وأضرار معيشية واقتصادية شائكة.
ومن هنا لا بد من الاختيار بين امرين اما الالتزام بقواعد السلامة العامة وجميع الإرشادات الصحية وهو الاسهل والأيسر وأما الانصياع لقرارات الحظر الشامل وهو الأصعب والأكثر تعقيدا وعلى المواطن ان يختار بين الأمرين وان لا يرفض جميع الخيارات ويقع في الضلال والأوحال.
حمى الله الوطن وأهله.