العلاقات السعودية الاميركية في عهد بايدن
السفير الدكتور موفق العجلوني
23-11-2020 09:32 AM
كلام الليل يمحوه النهار والسياسية ليس لها دين كما يقال , و الرئيس المنتخب بايدن يختلف عن الرئيس المنتهية ولايته ترامب .و الدعايات الانتخابية في واد وواقع الحال بعد الفوز في واد اخر. معظم الدعايات الانتخابية تخاطب عواطف الناس و احاسيسهم لا عقولهم و بالتالي عندما تفرز الامور يخرج علينا منتج جديد يكون قابل للتسويق و قابل للتطبيق و ما قيل ايام الدعايات الانتخابية شي وواقع الحال شيئ اخر. هكذا هي السياسة في معظم دول العالم .و في استعراض الحملات الانتخابية الامريكية لكافة رؤساء الولايات المتحده الامريكية نجد ان جميعهم دون استثناْء قطعوا وعوداً كثيرة و صرحوا بتصريحات عديدة اثناء حملاتهم الانتخابية وبعد فوزهم اما انهم نكثوا بوعودهم او تراجعوا عن تصريحاتهم حيث تبين لهم ان هذه الوعود لا يمكن الايفاء بها وتلك التصريحات تتعارض مع مصالح الولايات المتحدة الاميريكية . و من هنا اتفق بما ورد على لسان معالي وزيرالدولة للشؤون الخارجية السعودي السيد الجبير .
و قد لوحظ أثناء الحملات الانتخابية الاميركية انه كانت هنالك تصريحات بهدف كسب اصوات انتخابية و لا تتماشي حتي مع مصالح الولايات المتحدة في سياستها الخارجية لمرشحين وفي اللحظة التي فاز المرشح في الانتخابات انقلبت الصورة رأساً على عقب .
الولايات المتحدة دولة مؤسسات وعلاقات الدول مع بعضها ليس علاقة اشخاص بغض النظر كان الرئيس جمهوري ام ديمقراطي . وهنا كما اشرت في لقائي لي مع قناة المملكة في نشرة الاخبار الرئيسية في الاسبوع الماضي حول مستقبل العلاقات الاردنية الاميركية في عهد الرئيس بايدن , و هنا اتفق جملة و تفصيلا مع ما تفضل به معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي السيد عادل الجبير في توضيح علاقة المملكة العربية السعودية بالرئيس المنتخب السيد جو بايدن , ان علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الاميريكية هي علاقة تاريحية مبنية مع مؤسسات و ليس مع اشخاص . ومن هنا لا بد من ابراز ما صر ح به الوزير الجبير والمبين على النحو التالي :
- ليس من الضرورة ان تكون مواقف المرشح للرئاسة نفس مواقف الرئيس بعد فوزه في الانتخابات .
- الرؤساء عادة عندما يقولون أشياء خلال حملاتهم الانتخابية تجبرهم الواقعية السياسية وتعقيدات المصالح على تعديلها والتصرف
بشكل مغاير لاحقاً بعد فوزهم بالانتخابات عندما يتولون الرئاسة .
- دونالد ترامب الذي أعلن مواقف قاسية نسبياً من الرياض خلال حملته الانتخابية الأولى، وعندما فاز في الانتخابات كانت السعودية أول وجهة له في جولاته الخارجية.
- لا تتعاطى المملكة العربية السعودية إلا مع التصريحات التي تصدر عن الرئيس بعد توليه الرئاسة وليس كمرشح للانتخابات .
- ترتبط المملكة العربية السعودية بعلاقات طيبة مع الجمهوريين والديمقراطيين على حد سواء.
- ليس من المتوقع ان يكون تغيير كبير في ما يتعلق بالسياسة الخارجية مع المملكة العربية السعودية . وتتطلع المملكة العربية
السعودية للتعاون مع الإدارة الأميركية الجديدة .
- يتمتع الرئيس المنتخب السيد بايدن بخبرة سياسية كبيرة، حيث كان في مجلس الشيوخ طيلة 35 عاماً ثم نائبا للرئيس السابق اوباما .
وفي نظرة ثاقبة لتاريخ العلاقات السعودية الاميركية نجد ان هنالك مصالح ضخمة في ملفات كثيرة في المنطقة والعالم، خصوصاً في ما يتعلق بالاقتصاد العالمي واستقرار سوق النفط وأمن الطاقة ومحاربة التطرف والإرهاب.
ونقطة هامة لا بد من الاشارة اليها أن المملكة العربية السعودية هي المفتاح فيما يتعلق بالعالم الإسلامي . علاوة على ما لمسناه من الدور القيادي للمملكه العربية السعودية في ترأسها مجموعة العشرين و ما صدر يوم امس في البيان الختامي من توصيات في معالجة التحديات التي يواجهها العالم و خاصة جائحة كورونا .
قال وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير عن التصريحات التهديدية للرياض الصادرة عن مرشح الانتخابات الرئاسية الأمريكية جو بايدن إنها مواقف مرشح وليست بالضرورة مواقف الرئيس .
وبناء على هذه الاعتبارات اتفق مع ما صرح به الوزير الجبير انه لن يكون هنالك تغيير كبير في العلاقات السعودية الاميركية فيما يتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة الاميركية . بل على العكس و ربما يحدث تطور افضل من العلاقة التي كانت خلال فترة الرئيس ترامب المنتهية ولايته .