كانت العصور الوسطى مسرحًا للصراع بين السلطة السياسية والدينية ، فعندما سيطرت السلطة الدينية لعقود من الزمن على السياسية وتمكنت من السيطرة على الموارد والأشخاص ومقدرات البلاد، واستهدفت العلماء والقيادات المجتمعية وحاربتهم بقوة واتهمتهم بالهرطقة، فتم إلقاء القبض عليهم وسجنهم او إعدامهم، لتكون النتائج الاسكات القصري للعقل، ووأد الافكار والابتكار، عانت اوروبا في عصور الظلام كثيرا، فباتت تقبع تحت رحمة الإقطاعيين المدعومين من السلطة الدينية ، وتمارس النفوذ بلا رادع.
قهر السياسية للدين ..
عندما تعارضت مصالح السياسين مع السلطة الدينية المسيطرة، واتخذت القوى السياسية قرارها بفصل الدين عن الدولة ومارست قوتها في إضعاف الآخر وتولت زمام الامور لتبدأ مرحلة جديدة للعالم الجديد، رفعة العلماء والتقدم العلمي وانحدار المنظومة الاخلاقية.
الهرطقة الشبابية ..
في عالمنا العربي المعاصر تتصارع أقطاب من النفوذ الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في سبيل السيطرة المطلقة، وتتحكم المصالح في رقعة الشطرنج فلا غالب ولا مغلوب، وتتعالي أصوات الشباب في كل المحافل مطالبة بالاعتراف بوجودها للحصول على حق العيش وهو أساس كل الحقوق الانسانية والذي منحه الخالق عز وجل للبشر أجمعين، ثم يتهم الشباب بالهرطقة ويحاربوا في مطالبهم وحقوقهم المشروعة.
ماذا بعد ،،
يستمر الصراع بين المجتمع الشبابي المتضرر من سياسات رسمتها قوة النفوذ الاقتصادية والسياسية الراغبة في التربع على قمة الهرم المجتمعي كطبقة عليا وابقاء الاخرين في قاع الهرم طبقة مسحوقة لا تستطيع الصعود، هكذا يستمر الصراع الازلي بين المستهلك والمنتج ، بين الفقير والغني ، والقضاء على كل الفرص لمن يفكر بالصعود.
كل ما يقدم من مشاريع داعمة للريادة والابتكار المجتمعي لا تتعدى كونها معيقات امام الاغلبية العظمى، الاقلية فقط قادرة على النهوض لتشكل أعمدة إضافية للنفوذ.
اذا كنا حقا نسعى لتمكين الشباب فلا بد من اقامة مشاريع ضخمة منتجة توظف وتشغل وترفع مستوى الدخل القومي من خلال رفع مستوى الدخل للفرد والأسرة، مشاريع تقودها الطبقة العليا بنفوذها السياسي والاقتصادي لتحصل على مجتمع يحمي المستقبل للجميع، عندها يمكننا الجزم بان ثورة الجوع لن تكون ، ولن نعيش ما عاشته أروبا في عصورها الظلامية.
الشباب في عالمنا العربي موجة غضب عارمة لا تزال في مخاضها، ندعو الله ان تأتي الحلول بما نحب جميعا قبل ان يرتفع الموج وتكون تسونامي الشباب العربي نهاية لا بداية بعدها.