على الرغم من مرور أكثر من أسبوعين على الانتهاء من الانتخابات الرئاسية الأمريكية. لا زال يصّر الرئيس الأمريكي ترامب وفريقه انه الفائز في الإنتخابات الرئاسية. زاعما أنه حصل تزوير في التصويت. في العديد من الولايات المتحدة الأمريكية. وذلك دون ان يقدم دليل او أدلة قانونية على صحة اقواله او مزعمه في الدعاوى القضائية التي رفعها. في ولاية بنسلفانيا. و ولاية جورجيا وغيرها من الولايات وخسارة الرئيس ترمب عشرات الدعاوى وردها القضاء الأمريكي.

وبعد ان ثبت للمحامون عن الرئيس ترامب المنتهية ولايته عدم صحة الدعاوى التي رفعها للطعن بعدم صحة النتائج في الإنتخابات الرئاسية وفوز جوبايدن. ثبت لهم انه لا يوجد اي تزوير وان كافة الإجراءات اللازمة القانونية والدستورية صحيحة مائة بالمائة. وانه لا يوجد اي تلاعب او تزوير بالانتخابات الرئاسية الأمريكية. حيث قرر ثلاثة محامين يمثلون حملة الرئيس الأمريكي ترامب الإنسحاب من الدعاوى وطلبوا من المحكمة الموافقة على انسحابهم. واستجابة المحكمة لطلبهم بالانسحاب وهم المحامون ليندا كيرنز وجون سكوت وبريان هيوز.

وذلك إحتراماً للقانون والدستور الامريكي والديمقراطية وصحة النتائج ان انسحاب وتخلي محامون الرئيس الأمريكي ترامب عنه في الدعاوى دليلاً قانونيا قاطعاً على صحة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفوز جوبايدن عن الحزب الديمقراطي والاعتراف بخسارة ترامب الذي يرفض الاقرار بالهزيمة. علماً بأنه اعترف وأقر العديد من أعضاء الحزب الجمهوري والمستشارون للرئيس السابق ترامب. بفوز جو بايدن وخسارة ترامب وأهمهم المستشار للرئيس للأمن القومي (روبرت اوبراين) الذي صرح وتعهد بانتقال السلطة الى الإدارة الجديدة التي يقودها الرئيس الأمريكي الفائز جوبايدن. وقال (ان الولايات المتحدة الأمريكية شهدت عملية انتقال سلمية وناجحة للسلطة حتى في أحلك الفترات). غضافة الى العديد من اعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أقروا بالهزيمة للرئيس ترامب وفوز بايدن.

إن من المؤسف ان الدولة التى تتزعم العالم الحر والحرية والعدالة والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية. يرفض رئيسها الاعتراف بالهزيمة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بفوز جوبايدن ونائبه الرئيس كامالا هارييس. هذا يدل ان الرئيس ترامب لايحترم الدستور الأمريكي ولا قوانين الانتخابات الرئاسية الأمريكية في الولايات المتحدة. وانه لا يحترم الديموقراطية وحرية الناخبين الأمريكان الذين صوتوا له (76) مليون ناخبا وناخبة لمصلحة الرئيس الأمريكي الجديد (جوبايدن) الديمقراطي المخضرم المعتق والمعمق بقضايا المجتمع المدني والسياسية الأمريكية وقضايا العالم والشرق الأوسط خاصة. لما يتمتع به من خبرات طويلة في العمل السياسي تجاوزت 50 عاماً داخل امريكا ونائباً للرئيس باراك اوباما. لمدة (8) سنوات.

ان الرئيس الأمريكي ترامب وفريقه من السياسيين في الحزب الجمهوري أصحاب نظرية المؤامرة بالدولة العميقة. وأصحاب نظرية الامبرطورية الأمريكية والمؤسسات ومراكز الدراسات الإستراتيجية العميقة في أمريكا. التي ترفض رفضاً قاطعاً وصول اي أمريكي من غير أصول أمريكية للرئاسة الأمريكية وخاصة من غير (البيض). وبالذات من (المسلمين او الأفريقي او اللاتيني). فهؤلاء هم من الدرجة الثانية او الثالثة بنظر أصحاب الدولة العميقة في أمريكا.....

ان أمريكا صاحبة النظرية الرأسمالية والعولمة والتجارة الحرة والديمقراطية الحرة والمدافعة عن حقوق الإنسان والقانون والدستور. وحرية الرأي والتعبير والقول للإنسان. وعن إجراء الانتخابات بنزاهة وحيادية في دول العالم وخاصة في الدول العربية. قد بدأت تتكشف للعالم الحر زيف المبادئ الأساسية التي خدعت امريكا وساساتها الدول بها.

لذلك أرى ان امريكا والله اعلم أنها مقبلة في المستقبل. بعد الذي جرى بعد الانتخابات الأمريكية والمظاهرات المستمرة منذ خسارة الرئيس الأمريكي ترامب والحزب الجمهوري. ان امريكا مقبلة على انقسامات حادة وتصدع وانهيارات وعدم ثقة بين المجتمع الأمريكي. تنذر بخطورة الموقف في المستقبل. بعد ان شاهدنا اغلاق المحلات التجارية وغيرها خوفاً من عمليات النهب والسرقة وجرائم القتل العمد والقصد بحق السود من قبل البيض. وهذه ظاهره تهدد بالانقسامات العرقية والطائفية والطبقية والثقافية بدأت تطفو على السطح بين المجتمع المدني الأمريكي.....

لذلك فإن على الرئيس الأمريكي ترامب احتراماً وتقديراً للديمقراطية والقانون والدستور والشعب الأمريكي. ونتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية الاقرار بالهزيمة بالانتخابات الرئاسية والمباركة والتهنئة للرئيس الجديد (جوبايدن) الديقراطي. والعمل على انتقال السلطة بشكل سلس وبطريقة سلمية حضارية تعكس صورة أمريكا أمام العالم خاصة وان جو بايدن فاز على ترامب بالضربة القاضية.

مدير مركز الحق للدراسات الاستراتيجية