جامعة عمان العربية تعقد ورشة حول أسباب إطلاق العيارات النارية في المناسبات وكيفية معالجتها
22-11-2020 01:12 PM
عمون – أكد خبراء في علم الاجتماع والتربية والقانون، خلال ندوة عقدت في جامعة عمان العربية على أن الثقافة السائدة اثرت سلبا في اتساع ظاهرة انتشار السلاح واستخداماته الخاطئة.
وعقدت الندوة عن بعد، بعنوان (دور الجامعات في معالجة الظواهر السلبية في المجتمع الاردني)، برعاية رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور محمد الوديان، وحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية الاستاذ الدكتورة اخلاص الطراونة تناولت سبل مواجهة ظاهرة إطلاق العيارات النارية في المناسبات المختلفة، حيث جاءت بتنظيم من كلية الاعمال وعمادة شؤون الطلبة، انطلاقا من دور الجامعة في نشر الثقافة التوعوية.
وفي بداية الندوة أكد رئيس جامعة عمان العربية الاستاذ الدكتور محمد الوديان على اهمية الدور التنويري للجامعات، بالإضافة لأدوار التدريس والبحث العلمي، مبينا أن استراتيجية الجامعة في أن تكون مركزا تنويريا ومركز للتعليم وتسليح أبناءنا بالمعارف والمهارات لكنه شدد على أن علاقة الجامعة بالمجتمع يجب ان تكون على أساس تعريف مجتمع الجامعة في تجاوز حدود المكان، وأن تقود الجامعة المجتمع، وأن نتغلب على فكرة سائدة في أن يقود المجتمع الجامعة مشيراً الى موقف جلالة الملك مما حصل في هذا الأمر في الآونة الأخيرة .
وفي هذا الصدد بين الأستاذ الدكتور حسين المحادين، عميد كلية العلوم الاجتماعية في جامعة مؤتة، والمختص في علم الاجتماع السياسي أن تحليل ظاهرة إطلاق العيارات النارية لا بد أن يكون بالعودة إلى جذورها ومنها الجذر المكاني، فـ"ثقافتنا السائدة هي ثقافة المغالبة وليس الحوار، والامكنة تؤثر على طبائع الناس".
وقال إن "فعل أطلاق العيارات النارية يستند إلى ثلاثة أبعاد متفاعلة، الاول الشخص الفاعل الذي يستخدم السلاح، والثانية البيئة والثقافة الفرعية الحاضنة لهذا السلوك، والثالثة التحديات الناجمة لاستخدامات السلاح، مؤكدا الحاجة إلى عملية تنوير مستمرة تنطلق من الاسرة في تعميق قيم الحوار وتوزيع العلاقات وننتقل عبر المدرسة والجامعة إلى دور المسجد والكنيسة والاعلام واستخدام التكنولوجيا الذي من شأنه أن يعدل من سلوكيات المستخدمين لا أن يغير لأن التغيير بحاجة لعمل طويل.
من جهته شدد عضو مجلس الأعيان الدكتور العين محمود ابوجمعة، عضو هيئة التدريس في كلية الاعمال في الجامعة، على انه تقع علينا جميعاً المسؤولية، حتى لا نظل نعمل بأسلوب الفزعة، مبينا أن وظيفة الجامعات في أهدافها تتمثل بضرورة العمل على تنمية بناء وبلورة الشخصية الوطنية ، وتعميق الشعور الوطني بما ينعكس على توعية افراد المجتمع، واشاعة المنهج العلمي في التعاطي مع الاحداث لتكريس مفاهيم التعددية واحترام القانون والحريات العامة ونبذ العنف وهذه اهداف الجامعات، علينا تعزيز قيم المواطنة الصالحة في التوافق المجتمعي واعتبار المواطنة مصدرا للحقوق ومنوطا للواجبات.
وقال إن "المواطنة الصالحة من الاهداف السامية، لما تعكسه من اثار ايجابية على افراد المجتمع، والتصدي للظواهر السلبية، ويعد احترام حقوق الانسان والتسامح من أهم مؤشرات الشعور بالمواطنة حيث يلتقي المفهوم الأسمى للإنسانية والمفهوم الأسمى للمواطنة.
بدوره قال عضو مجلس النواب الاستاذ الدكتور نمر السليحات، عضو هيئة التدريس في كلية الاعمال في الجامعة، إن حيازة الاسلحة موروث منذ زمن بعيد، كان له أهمية بالغة، زادت من اهمية اقتنائها الظروف العربية، مبينا ان الوقت قد حان لتعديل القانون بشكل يراعي التدرج والثقافة السائدة.
وأشار إلى أن حمل السلاح أسبابه عديدة منها الحروب في الدول المجاورة، والفقر الذي دفع إلى المتاجرة به، مشددا على الحاجة إلى دعم جميع أطراف المجتمع، التدقيق على معابر الحدود، فـ 24 % من الاردنيين يمتلكون أسلحة أوتوماتكية، 92% من الجرائم باسلحة غير مرخصة"
وأدار الندوة عميد كلية الاعمال الاستاذ الدكتور حسن الزعبي الذي بين أن هذه المشكلة من الممارسات السلبية في المجتمع لما ينتج عنها من ضحايا ولها جذور عديدة اجتماعية ونفسية وتاريخية وهناك تحذيرات ملكية عديدة، وقال إن تغليظ العقوبة لا يحد من الجريمة، بل يجب أن يكون هناك وسائل أخرى مثل التوعية المجتمعية ودور الأسرة الى جانب تغليظ العقوبة، مبينا ان العمل سيكون على محورين في توجيه طلبة كلية العلوم التربوية لدراسة هذه الظاهرة ووضع الحلول العملية، أطلاق مبادرة وطنية لمواجهة هذه الظاهرة.
وشهدت الندوة الثقافية التي حضرها أعضاء هيئة التدريس والطلبة تفاعلا تناول الحاجة للبحث عن وسائل تضع حدا لهذه الظاهرة التي تؤثر على جميع مجالات الحياة وتمثل خروجا عن القانون .
وخرجت الندوة بعددٍ من التوصيات تلخصت بوجوب القيام بجهد وطني منسق من قبل كافة الجهات المعنية انطلاقاً من الأسرة والمدرسة مروراً بالجامعات والأجهزة الأمنية ودور العبادة ووسائل الاعلام المختلفة .