يروجون لاجندة الفضائيات الخارجية
د. هايل ودعان الدعجة
04-04-2010 04:37 PM
لا ندري ما هو سر اصرار البعض من ابناء هذا الوطن على اعتلاء منابر الفضائيات الخارجية ، ووقوعهم صيدا سهلا في قبضة هذه الفضائيات ، التي نجحت في تجنيدهم في نشر اجندتها المسمومة التي تستهدف بلدنا .
ولان الاصل في المواطن مراعاة قدسية وطنه والانتصار لقضاياه والدفاع المستميت عن حرمته وحدوده وسمعته ، فان اقل ما يمكن ان نتوقعه من هذا البعض الاعتذار عن تلبية مثل هذه الدعوات المشبوهة ، لا التطوع للترويج لاجندتها المغرضة والمسمومة .
واذا ما كان هذا البعض يعاني من افلاس او فراغ سياسي بعد ان انكشفت حقيقة مواقفه وبات منبوذا من قبل قواعده الشعبية والحزبية حتى اصبح في طي النسيان ولم يعد احد يذكره او يتذكره ، فان الوطن ليس المناسبة او الساحة او البوابة التي يلج من خلالها بحثا عن ذاته او عن شعبية رخيصة هنا او هناك تعيده الى ساحة الاحداث طمعا بتحقيق مجد زائف او حضور مصطنع .
ورغم ادراكنا بان (المذمة ) عندما تأتي من ناقص او جاهل فانها لا تخدش سيرة مسيرة معطرة بالانجازات والمواقف التاريخية المشرفة ، الا اننا لم نكن نتصور ان يهبط مستوى هذا البعض الى هذا الحد من الانحطاط ( والدونية ) ، وهو يسمح لنفسه بتجاوز الخطوط الحمراء والانضمام الى الحملات الاعلامية الخارجية ، التي تتطاول على بلدنا وتتهجم عليه عبر مساحات بثها المختلفة ومن خلال ( ادوات ) اردنية هذه المرة ، قبلت على نفسها ان تكون ثغرة في جدار الوطن ليتسلل من خلالها الاخرين الساعين للتشهير به والعبث بامنه ومصالحه. ولان الحكمة تقتضي من العقلاء التدخل لحماية ( الجهلة ) من ايذاء انفسهم وتدمير بيوتهم ، فان الواجب يحتم على الجهات الرسمية المعنية بالحفاظ على امن البلد وسمعته ومنجزاته التدخل الفوري لردع هؤلاء ( الجهلة ) ، وانقاذهم من شر اعمالهم وتصرفاتهم التي اخذت تضر بالبلد وتسيء له . اذ لا يعقل ان تبقى هذه الجهات وهي تتصدى لهذه الفئة الضالة ، تتحسس او تتحسب لردود افعال خارجية0 مؤسسات حقوق الانسان مثلا ) ، بحجة الخوف على رصيدنا في مجال الديمقراطية وحقوق الانسان . فمتى كانت التصرفات التي لا تراعي مصلحة بلدنا معيارا لقياس رصيدنا في هذا المجال ؟ . اما اذا كنا سنقف مكتوفي الايدي ولا نحرك ساكنا حيال الاساءات لبلدنا ، بحجة حرية الراي والتعبير واننا في بلد ديمقراطي لا يجوز ان تقمع فيه الحريات ، فاننا نعلنها صراحة .. لا لمثل هذه الديمقراطية اذا كان ثمنها الفوضى واستباحة المحرمات الوطنية.
ان المحير في امر هؤلاء المروجين المحرضين الخارجين عن النص الوطني وهم يتسابقون على نشر غسيلنا على حبال الفضائيات التي تكن العداء لوطننا ، انهم ــ كما هذه الفضائيات ــ لا يذكرون محاسن بلدنا ولا منجزاته وكأنهم مجندين لتسليط الضوء على ما ينسجونه من خيالهم من افتراءات واكاذيب بحق الاردن . ان مثل هؤلاء ينطبق عليهم تعبير الاصوات السلبية ، التي لا تعترف بالانجاز ولا تتقن الا الانتقاص من منجزات هذا الوطن .. كما قال جلالة الملك عبد الله الثاني في لقائه مع رؤساء تحرير الصحف اليومية قبل فترة . ان هذا البعض الذي اعتاد العيش في بيئة مظلمة وسوداوية ، طبيعي ان تكون نظرته تشاؤمية ضيقة ولا يرى الجوانب المشرقة والمضيئة في مسيرة بلدنا . ومن الطبيعي ايضا ان لا نجد في قاموسه اشادة او اشارة الى انجاز او قصة نجاح اردنية ، ولا حتى مشاركة احتفالية في أي من مناسباتنا الوطنية ، باعتبارها لا تنسجم ولا تتوافق مع البيئة التي تستهوي ميوله في التحريض وتأليب الاخرين على مجتمعنا .