أزمة مستمرة!
المحامي عبد اللطيف العواملة
21-11-2020 04:37 PM
يقول خبراء العالم انه وبافتراض التوصل الى اللقاح المضاد لكوفيد19 في بداية العام القادم، فاننا وللاسف سنبقى نعيش في ازمة عالمية طويلة. فالحياة لن تعود الى سابق عهدها بالسرعة المرغوبة لان انتاج اللقاح وايصاله الى جميع فئات المجتمع سيأخذ وقتا وفيه كثير من التعقيدات.
ومن هنا فان التباعد سيبقى سائدا لفترة اطول من المتوقع وكذلك استخدام وسائل الحماية الشخصية. التعليم والتجمعات بكافة انواعها ستكون مختلفة، وكذلك التسوق والمناسبات الرسمية والاجتماعية.
وعليه، فان الحكومة يجب ان تكون جاهزة للعمل كحكومة ادارة ازمة وعلى المدى البعيد. حديثنا اليوم يجب ان ينصب على الجوهر اكثر من الشكل. السؤال الرئيسي هو ليس متى سنعود للعمل او الدراسة، او التنقل والتسوق، بالطريقة "الطبيعية" السابقة، ولكن كيف؟
لن تعود الاوضاع الى سابق عهدها بشكل واضح، واذا عادت فستأخذ وقتا كبيرا حتى تستقر. فما هي خططنا لذلك وكيف نأخد كافة الاحتياطات اللازمة لحماية الناس وخصوصا الفئات الاكثر عرضة؟ كيف سنعيد هيكلة قطاعاتنا الصحية والتعليمية للتعامل الكفؤ وطويل الامد مع الازمة؟ كيف سنؤمن الحماية الاجتماعية للفئات الادنى دخلا؟ وكيف سنتدخل للحد من الاثار النفسية والاجتماعية للتباعد الجسدي والاعتماد المتزايد على الوسائل الالكترونية؟
علينا الاستعانة بالعلماء والمبدعين والخبراء ورواد الاعمال والشباب لابتكار حلول سياسات عامة فعالة. فلا جهة حول العالم لديها جميع الاجابات، ولكننا نعلم من تجربة هذا العام المرير ان الاساليب القديمة لا تجدي نفعا. والمجرب لا يجرب. علينا تجنيد العلم والمعارف الجديدة والمتقدمة.