مواقع التواصل الاجتماعي - وتحديدا فيسبوك - وتبعه مؤخرا تويتر أصبحت مواقع لتقديم واجبات العزاء، ليس بسبب أوامر الدفاع وظروف الحجر فحسب، بل كمؤشر على زيادة حالات الوفيات في الآونة الاخيرة بصورة ملحوظة جدا ، فهل هذه الزيادة سببها (جائحة كورونا) ؟ .. ربما، فليس لدينا ما يؤكد ذلك (رقميا)، الا من خلال ما يتم الاعلان عنه من حالات وفيات نلاحظ جميعنا تزايدها بسبب كورونا - ليس في الاردن فحسب - بل وفي جميع أنحاء العالم.
الارقام تقول أن الاصابات بسبب كورونا في العالم تجاوزت - حتى يوم أمس - ( 55.6 مليون مصاب ) شفي منهم نحو ( 35.8مليون شخص)، أما حالات الوفيات فقد تجاوزت الـ(1.34 مليون) شخص بسبب هذا الوباء العالمي.
في الاردن - وحتى يوم أمس أيضا - بلغ اجمالي أعداد الاصابات منذ بدء الجائحة (174.335) حالة ، وحالات الشفاء نحو (103.834) حالة ، في حين بلغت حالات الوفيات (2116) حالة ، وهذا رقم كبير ومرعب في دولة صغيرة بحجم الاردن.
معدل الوفيات الطبيعي وبحسب دائرة الاحصاءات العامة خلال الاعوام (2016 - 2017 - 2018) كان في حدود (27625) حالة سنويا ، في حين ارتفعت الوفيات في العام 2019 الى (29836) أي انها قفزت بنسبة 8 ٪ عن معدل السنوات الثلاث السابقة وبنسبة زيادة ( 7.5 ٪ )عن عام (2018) لوحدها، والتي كان المعدل اليومي للوفيات فيها ( 76) وفاة فأصبح ( 82 ) وفاة في العام 2019!!..فكيف هو الحال في العام 2020 ؟!
الارقام خطيرة، وارتفاع معدلات الوفيات في العالم في ازدياد بسبب جائحة كورونا مع اختلاف النسب والاعداد بين دولة وأخرى ، فعلى سبيل المثال ووفقا لتقرير عالمي يستند الى أرقام الدول الرسمية في شهر ( ايلول 2020 ):
- سجلت الولايات المتحدة الامريكية 273 ألف وفاة زائدة بارتفاع 24 ٪ عن الرقم المتوقع ، و سجلت بريطانيا 67 ألف وفاة زائدة بارتفاع 37٪ عن الرقم المتوقع، وفي المانيا كان الارتفاع 6٪ فقط مع 17 ألف وفاة زائدة، و في السويد كانت النسبة 20٪ ، فيما لم تتجاوز 4٪ في النرويج ..الخ .
في بدايات ظهور الوباء عالميا كانت هناك تطمينات بأن هذا الوباء وعلى الرغم من سرعة انتشاره الا أن نسبة الوفيات بسببه هي الادنى قياسا الى أوبئة وأمراض أخرى ، وهي لن تتجاوز 2 ٪ تقريبا !!.. وبعد نحو تسعة أشهر على انتشار الوباء باتت نسب الوفيات ترتفع أكثر فأكثر وتختلف - لاسباب متعددة - من دولة الى أخرى ، ولا زال القلق مستمرا في ظل « حالة عدم الوضوح « في كل شيء : في الموعد المتوقع للوصول الى لقاح حقيقي مكتمل وقادرعلى علاج المصابين .. في الوصفة القادرة على سرعة التعافي - ليس فقط صحيا - بل واقتصاديا واجتماعيا.
(جائحة كورونا) ربما كانت سببا ( مباشرا ) في زيادة أعداد الوفيات محليا واقليميا وعالميا ولكنها أيضا سبب (غير مباشر) في وفاة كثيرين جوعا وعطشا وفقرا وكمدا .. ومع كل ذلك لا زال البعض يشكك بوجود الوباء ، ويكابر بارتداء (كمامة) !.
والى حين (فرج الله)، ستبقى الكلمة الاكثر تداولا وكتابة على مواقع التواصل الاجتماعي: (عظّم الله أجركم).
(الدستور)