هي دعوة كريمة تلقاها جلالة الملك عبدالله الثاني من أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، ليشارك جلالته كضيف شرف في قمة قادة دول مجموعة العشرين التي ستعقد افتراضيا غدا في الرياض، في دلالات واضحة على عمق العلاقات الثنائية بين المملكتين، وهي دلالات تعكس كذلك عمقا وتجذرا وانسجاما وتوافقا مستداما وليس لحظيا، او مرتبطا باختلاف تحالفات او مواقف.
وتعكس مشاركة جلالته في القمة التي تأتي في إطار الجهود المستمرة لمجموعة العشرين التي ترأسها المملكة العربية السعودية هذا العام، لحماية الاقتصاد العالمي، خاصة في ضوء الأوضاع العالمية المرتبطة بجائحة كورونا، أقول، تعكس ثقة كبيرة بدور جلالته ومكانته وحضوره الفاعل في المحافل الدولية حيث كلمته" الفصل" في تلك المحافل، والتي تقدم رؤى استشرافية وتطلعات من شأنها خدمة البشرية وقيم السلام والعدل والانتاجية والنماء، فكيف بمشاركته "كضيف شرف" مجموعة العشرين، وهي المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي، وتضم قادة من جميع القارات، يمثلون دولاً متقدمة ونامية.
ومن أن تلقى الدعوة السعودية الكريمة، حرص جلالة الملك على المشاركة مشددا على: "أن رئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الحكيمة، لمجموعة العشرين تعكس الدور المحوري للمملكة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ومساعيها لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي وازدهاره".
إن مشاركة جلالته في هذه القمة كضيف شرف بين الدول الأعضاء في مجموعة العشرين، التي تسهم بدورها بحوالي 80 بالمائة من الناتج الاقتصادي العالمي، وتمثل ثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية، تؤكد على اهمية الاردن كشريك استراتيجي دائم للمملكة العربية السعودية الشقيقة، في سياق ارتباط المسار والمصير، وتلاقي الاهداف والتطلعات، والتوافق على القيم التي من شأنها احلال السلام وتعزيز الامن والاستقرار في المنطقة، الامر الذي من شأنه ان ينعكس على الازدهار الاقتصادي والتنمية المستدامة، في وقت هو الاكثر حراجة على الاطلاق، بسبب ما يمر به العالم في ظل تداعيات جائحة "اعتقلت" العالم، وكبلت اذرعه، في انتظار كلمة الطب الحاسمة.
دعوة المملكة العربية السعودية للاردن هي مصدر فخر واعتزاز، وهي رسالة تعزيز للتعاون والتكامل والتضامن والتنسيق، والتأكيد على مكانة الاردن بالنسبة للسعودية الشقيقة، وهي تجدد لعلاقة تاريخية، مؤسسية، اقتصادية وسياسية وتجارية وبرلمانية، تكللها اتفاقيات خدمة لمصالح البلدين الشقيقين.
يحضر الاردن ضمن مجموعة العشرين التي تضم اضافة للسعودية اميريكا وتركيا وكندا والمكسيك والبرازيل والأرجنتين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وجنوب إفريقيا وروسيا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا وأستراليا والاتحاد الأوروبي، ما يشير لمكانة الاردن كدولة حاضرة اقليميا وعالميا، رغم قلة الموارد والامكانيات، في تتويج ليس الاخير لعلاقة اردنية سعودية مثمرة، تُغلّب المصلحة العروبية على أي مصلحة أخرى، وترنو لمزيد من التعاون، لاسيما في ظل استمرار تحول العالم لقرية صغيرة، كل سكانها بحاجة لبعضهم بعضا، لبناء مستقبل أكثر أمانا وانتاجية تخطيا لمشكلات لا تنتهي من فقر وبطالة وجوع وتهميش وعنف وعنف مضاد وارهاب وازمات وكوارث.