محمد السواعير يرثي ابن عمته محمد السلامات
20-11-2020 02:54 PM
توأمَ الرّوح ، ورفيقَ العمر؛
أوّلَ الشّباب وآخرَ الغياب ؛
حافظَ الودّ ، وطيّبَ النّفسِ والأنفاس؛
عشنا معاً ، سرنا معاً ، نمنا معاً، فيا ليتنا بقينا معاً !!!
نختلفُ في الطّريقة ولا نختلفُ على الهدف ، لم نختلفْ لنفترق، فالاختلافُ ولّد الإتفاق، لأن اختلافَنا صحّي، وعملنا منهجيّ ، مسيرةٌ طويلةٌ يصعبُ عليّ أن أروي تفاصيلها ، لاسيّما والألمُ يعصرُ قلبي ، ولا أستطيعُ البوحَ بمكنونِ الفؤاد، إلّا عِبرَ هذه الأسطُر ، وهذه الكلماتِ الحزينةِ الّتي لن تَفِيكَ حقّاً ولن تُشبعَ فكراً اضمحلّ ولم يَعُدْ قادراً على النّهوض.
رفيقَ الطّفولة ، وبلسمَ الشّباب، وأنيسَ خريفِ العمر ، قبلَ أيام قليلة كنّا معاً، وتضحكُ كأنّي أراك الآن ، ( ما تجيني غير يوم الحظر )!!
يا ليتَ الحظرَ قد طال ؛
وليتَ اللّقاءَ قد طال ؛
وليتَ ليالي العمر ترجع تارة،
فأسكنُ في جوف ِ العيون وأُبحِر ؛
ومضيتَ بلا وداعٍ ولا عناق ؛
أوهكذا وبهذه السّرعة؛
ما أصعبَ الفراق ، وما أمرّ المذاق !!
من أين البداية؟!! وكيف هي النهاية ؟!!
فمن بِداياتِ البحث عن ( كنوزِ الأرضِ وتاريخِ الأمّة ) ، وانتهاءً ( بالدّاليتين الغاليتين ) !!
هل يا تُرى للعنبِ في الزّمن القادم طعمٌ ولونٌ ورائحة ؟!!
أأرثيكَ أم أرثي حالي ؟!! ؛
كيف لي أن آتي ولم أجدك؟!!؛
كيف لي أن أبحث عن آخر الرفاق وسيّد الأحبة وكاتم الاسرار ؟!!
كيف وكيف وكيف ؟!!
أبا فراس
لقد امتطى صهوة اللغة..
شلّةُ الأغبياء ؛
وعرّابو الدّخلاء ؛
وتوابعُ الجهلاء ؛
وسماسرةُ الأُجراء ؛
ولولا الشّوقُ لما كتبت، لأنّ الكتابةَ في هذا الزّمن ضربٌ من الخيال، والدّخولُ في صراع، مع أقزامِ الأمّة فيما لا ينفع ، بعد أن افسحَ لهم (مارك) ما أشبعَ غباءهم الفكريً، وملأ فراغهم الدّنيويّ ، وجعلهم يهرفون بما لا يعرفون، ويتنقلون في طرقات ليست لهم، فبئس الواعدُ والموعود !!
أرجعتني البارحة إلى أربعينَ خريفاً ويزيد، عندما غنّينا معاً ، ذات ليلة قمراء ، ونحن ذاهبون إلى ذلك المكان ِالقريبِ البعيد ، وعبر الزّمان الجميل ؛ " أسوسنُ " كم تباهت في هواكِ عيوني والفؤادُ له بواكي فحبّك ليس يهجره فؤادي كأني في النعيم إذا أراكِ أأصطادُ النّسور وفي شباكي ؟!!يغرّدُ بلبلٌ أحلى ( ملاكِ)!!! وما زلت تذكّرُني بتلك الأبيات، وتقول كأنها نابعةٌ من قلبك، فطوبى لقلبك الطّيّب، وروحك الطّاهرة، يا أنبلَ الرّفاق، وأعزّ الصّحاب، وآخر الأحباب ؛!!
(محمد الحمد)
أبا فراس الحبيب
سلامٌ عليك في الاوّلين ؛
سلامٌ عليك في الآخرين ؛
والحمد لله رب العالمين