الفريق أول الركن خالد جميل الصرايرة
عاكف الجلاد
19-11-2020 06:44 PM
كيف للقلم أن يرثي رفيق السلاح والقائد العسكري الصلب والعنيد والشجاع ورجل المواقف الرجولية والحزن يعتري القلب والعين؟!.
كيف أستطيع أن أكتب الكلمات لواحدٍ من أروع وأعظم القادة، فكل الكلمات التي يمكن أن أكتبها في وداعه أصغر من قامته، وكل الكلمات التي يمكن أن تقال أصغر من هامته التي لم تنحني الا لله عز وجل، وكل الكلمات التي يمكن أن تُكتب تعجز عن وصف حبه للوطن والجيش والشعب إنتماءً وولاء وعز وفخار.
فقد الأردن الكثير من رجالهِ ورموزه، لكنهُ اليوم فقدَ رمزا وطنياً وفياً وصلباً ومخلصاً وعظيماً من رموزهِ العسكرية، رمزاً سيشهد له التاريخ في تطوير الفكر العسكري والإنساني، فامتزجت بروحه الطاهرة طبقة العسكر وطبقة الأردنيين المدنيين الذي ما توانى يوماً عن مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم.
يا فقيد الاردن الخالد، يا عاشق تراب الوطن ورجل الشدائد والمحن ورجل الشموخ والإباء، في رحلتك مع الحياة اخترت طريقاً وضعك بفخر واعتزاز في سجل القادة العظماء والرجال الأحرار والقادة الأبطال الذين صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه، لتصبح بسيرتك الخالدة وقيادتك ووطنيتك وحنكتك العسكرية قبلة للشرفاء والأحرار، ومثلا أعلى للأوفياء المخلصين لوطنهم وشعبهم.
أيها القائد الإنسان الساكن في قلب كل أردني حر شريف "مدني وعسكري" في صفوف جيشنا العربي المصطفوي، وفي ضمير كل حر وشريف في هذا الشعب العظيم الذي احبك لأنك أحببت الأردن أرضاً وملكاً وشعباً يداً واحدة في السراء والضراء.
أيها القائد يا رفيق السلاح لم تكن يوماً باحثاً عن مجد ولا مغنم ولا دنيا ولا منصب ولا جاه ، بل لنصرة الحق ورفعة جيشنا العربي ونصرة المظلوم ، تحت راية الهاشميين خلف قيادتنا الحكيمة وعلى رأسها جلالة الملك عبدالله الثاني أدام الله مجده وأعز ملكه .
أيها الكركي عشت رجلاً شريفاً حراً ومخلصاً وفياً ، وتوفاك الله صامداً وشامخاً كشموخ قلعة الكرك.
رحمة الله عليك يا أبا مهند ، وستبقى خالداً في ذاكرتنا ، ولن ينساك التاريخ ولن ينساك العسكر .
نم قرير العين ، فهنيئاً لك محبة الأردنيين ورفاق دربك الشرفاء ، ولا نملك أمام فاجعة رحيلك إلا أن نقول "انا لله وانا اليه راجعون".