في رحيل الباشا خالد الصرايرة
فارس الحباشنة
19-11-2020 12:04 AM
بسيطا كان الباشا خالد جميل الصرايرة. دائم الانشغال على الاردن. وعفويا كان ذلك القائد العسكري ورئيس هيئة الاركان طيبا، وتصادفه في بيوت العزاء والجاهات قبل كورونا يتقدم الحاضرين بطيبته وعفويته واكبار واحترام وتقدير الناس له. واول ما يلقي التحية «قو الغانمين» كل باسمه. رفاق السلاح والعسكرية،ومن خدموا في معيته رئيسا لهئية الاركان لحوالي 8 اعوام ومن قبلها نائبا لرئيس هئية الاركان وتقلد عدة مواقع عسكرية مهمة يحبونه ولا يذكرون ويروون عنه الا سيرة معطرة بالوفاء والصدق والاخلاق والوطنية الفائضة.
في خدمته في الجيش وبعد التقاعد لم يرد الباشا الصرايرة طالب مساعدة وعون واغاثة. وباب بيته مفتوح لكل الاردنيين دون تميز او استثناء، ويستقبل عموم الاردنية قبل الكركية والصرايرة. وما يشهد للباشا الصرايرة اثناء خدمته العسكرية ان كسب حب الجنود والعسكر وكبار الضباط، وكان قائدا عسكريا مهيوبا ولحضوره كريزما وفائضا من الهيبة.
العسكرية والجيش تعني الكثير الكثير عند خالد جميل الصرايرة. وفي حقبته كان شغله الشاغل على تمكين القوات المسلحة الاردنية عسكريا ولوجستيا، وامنيا واستخباراتيا. ولطالما كان اكثر ما يشغل الباشا الصرايرة ترسيخ العسكرية عقيدة وطنية، وعلى اعتبار ان الجيش وجدان وطني جماعي وكرامة وطنية، ومؤمنا ان الجيش من البنى والركائز الصلبة والاصيلة في بناء الدولة الاردنية ومشروعها الوطني.
الجيش والعسكرية عامود وخزان وعي الوطنية الاردنية. وما يعني الوطنية بكل معانيها، كقوة وطنية حامية للمشروع الوطني للاردن واستقلاله وسيادته، وكقوة تحمي المصالح العليا للامن الوطني والنظام السياسي للدولة الاردنية. وبمعنى اوسع تحافظ وتحمي الهوية الوطنية التاريخية للدولة الاردنية.
كل الاردنيين نعوا الراحل الباشا الصرايرة. وفي تشييع جنازته تقاطر رفاق السلاح والاصدقاء والكركية والاردنيون الاحرار للمشاركة في مراسم الدفن وتقديم واجب العزاء.
القدر يفجعنا باخبار رحيل وخسارة لقامات وطنية عسكرية وامنية. قبل ايام رحل الباشا محمد رثعان الرقاد مدير المخابرات الاسبق. رحم الله الراحلين الصرايرة والرقاد، والعزاء للاردن الكبير ولكل الاردنيين الشرفاء الاحرار.
(الدستور)