عشنا منذ بداية العام ظروفا عالمية عنوانها الوباء المجهول النسب، ونعيش اليوم صراع العالم بالإدعاء بإكتشافات المطعوم المنتظر، بينما نترقب ظهور الخلاص ونصارع إنتشار الوباء في مجتمعنا ونجاهد في إقتصادنا ومحاولات البقاء قبل الإنهيار المتوقع.
تتسابق الدول المتقدمة في اختراعات وإكتشافات لإيجاد الحل، ومن منطلق الوقوف على واقعنا المحزن كشعوب فنحن نصنف حقول تجارب ومستهلكين لما تخطط له وتقدمه لنا الامبراطوريات المخفية ومن يقف ورائها لادارة العالم أجمع والذي اصبح قرية صغيرة تتحكم به تكنولوجيا العصر الحديث.
فأين نحن من العالم الذي يستثمر بالعلماء والمبدعين والمكتشفين؟!
لقد هاجرت العقول المبدعة للعالم الذي يقدرها، غادروا منذ عقود ولا زالت تهاجر بلا عودة للبحث عن بيئة تحتضن وتدعم، لكن هذا لا يمنعنا من التفكير في مستقبل الأجيال والأوطان، لقد تعززت مفاهيم الغربة دون الهجرة وتضاعف الشعور بالإنعزال والانانية وعدم الإكتراث وأصبحت الهجرة تكنولوجية.
السيكوتكنولوجيا والتحكم بالمستقبل..
استطاعت القوي العالمية ان تعيد بناء منظومة السلوك البشري بطريقة غير متوقعة من الناس، فمنذ أن سيطرت على حياتنا مفاهيم الذكاء الإصطناعي ونحن مجرد مستهلكين لكل ما يقدم لنا، تم إعادة صياغة السلوك الإنساني خاصة في وطننا العربي بذريعة محاكاة الغرب والتقدم والثورة الصناعية الرابعة والخامسة، لنصل لمستوى عالي من الإستجابة في سلوكنا اليومي وحياتنا الإعتيادية، ترسخ مفهوم الإستهلاك ومحاربة الشباب المبدع وتطبيق مفهوم التبعية العالمية المسيطرة، فكلنا اليوم بدون هاتفه الذكي لايملك بيناته ولا يستطيع العيش بدون الفيسبوك والوتساب، او حتى التعبير عن نفسه وهويته وأفكاره، لقد ذابت في بوتقة التكنولوجيا وانصهرت بسلوك مسير لا خيارات فيه.
الهجرة التكنولوجية ..
عندما تهاجر تتخلى عن كل شىء عشته من سلوك وبيئة وأشخاص تعرفهم ، تتغير معايير ونماذج الأشخاص ، قيادات كان ممكن أن يكونوا قدوتك في الحياة، تتعرف على ثقافة الآخرين وتتبنى أسلوب حياتهم ، كثيرة هي الأشياء التى تتغير بمجرد هجرتك ، قد تكون مبدعا وتجد من يؤمن بقدراتك وتفتح لك الابواب ، كل هذا واكثر يعيشه شبابنا وشاباتنا من خلال التكنولوجيا .
لقد ساعد الوباء اللعين على كشف نقاط الضعف في مكون المجتمع ، فلا يختلف احد اننا نواجه فشلاً في المنظومة كاملة من تخبطات في القرارات واللامبالاة الشعبية وانعدم الثقة بين المواطن والمؤسسات ، الوصف للواقع يحتاج لتحليل متخصص اكثر من مجرد مقال.
إننا نحاول جاهدين أن ندرك واقعنا والإعتراف بضعفنا ، لنعالج ما إستطعنا ونقدم الحلول دون الإعتماد على الآخرين، ولا يكون ذلك الا بالإيمان بقدرات الأجيال الشابة وإتاحة المجال لهم للإبتكار والإبداع وتقديم افكارهم ، وصياغة تشريعات ناظمة للحياة تساعدهم لا تحبطهم " تطفشهم " لانهم الأمل الوحيد والأقدر ، هذا ما تؤمن به قيادتنا الهاشمية وتنادي به في كل اللقاءات ، حمى الله الاردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب.