عمون - "لمدة طويلة من الوقت، كنت أعود إلى المنزل من العمل وأشاهد التلفاز على الفور. الشيء الوحيد الذي اعتقدت أنني أردت فعله بعد يوم عمل شاق، هو مشاهدة 5 حلقات متتالية من بعض المسرحيات الهزلية التي شاهدتها مئات المرات من قبل".

هكذا تحكي الكاتبة الاجتماعية أليس كاليش في مقال لها على موقع "ذا ميوز" (TheMuse)، عن تجربتها الشخصية في تمضية وقت الفراغ بعد العمل، غير أنها تابعت "لكني أدركت بعد ذلك أنني كنت دائما مرهقة ومصابة بالصداع في نهاية اليوم، كما أنني لم أكن أنام بشكل جيد. لذلك، حاولت تجربة قراءة كتاب في وقت فراغي بدلا من تشغيل التلفزيون. وكانت النتائج مفاجئة، ففي اليوم التالي شعرت بالكثير من الطاقة، كما أنني لم أعد أشعر أنني كسولة".

ليس من المستغرب أن مشاهدة التلفزيون أو النظر إلى الهاتف مدة طويلة ليس جيدا بالنسبة لك، لكن الأمر المثير للاهتمام هو أن نتائج الدراسات وجدت أن القيام بأي نشاط آخر لا يتضمن الشاشات يجعلك أكثر سعادة.

في مقال منشور في موقع كوارتز (Quartz)، يقول جان توينجي أستاذ علم النفس في جامعة سان دييغو "لقد كشفت الدراسات التي قمنا بها أن الذين يقضون وقتا أطول في رؤية أصدقائهم شخصيا أو ممارسة الرياضة أو حضور الشعائر الدينية أو القراءة أو حتى أداء الواجبات المنزلية، كانوا أكثر سعادة ممن أمضوا وقتا أطول على الإنترنت، أو لعبوا ألعاب الحاسب، أو انشغلوا بوسائل التواصل الاجتماعي، أو بإرسال الرسائل النصية، أو مشاهدة التلفزيون".

ولكن إذا كان تجنب الشاشات يجعلك أكثر سعادة، فما الذي يمكن فعله للاسترخاء بعد يوم عمل طويل؟

يقدم كل من موقع "كيب إن سبرينغ" (KeepinSpiring)، وموقع "ذا لادرز" (TheLadders)، وموقع "ذا ميوز" (TheMuse)، عددا من الاقتراحات بهذا الشأن، تتضمن التالي:

القراءة: أمسك كتابا تضعه إلى جوارك منذ مدة وكنت تؤجل قراءته لأنك كنت مشغولا. لقد حان الوقت الآن.

الاستماع إلى بودكاست: يتطلب الأمر بعض التقنية، ولكن بمجرد النقر على زر التشغيل، فكل ما عليك فعله هو الجلوس وإغلاق عينيك والاستماع.

مارس التمارين: استبدل التلفزيون بجهاز المشي أو درس اليوغا أو فيديو تمارين عبر الإنترنت، وإذا لم تكن تفضل التمارين الرياضية، فاذهب في نزهة على الأقدام، وتجول حول المبنى الذي تسكن فيه.

اتصل بصديق: تواصل مع شخص لم تتحدث معه منذ مدة، فربما يحتاج إليك أو ربما يمدك بتلك الطاقة الإيجابية التي تفتقدها.

كتابة بعض القوائم: ربما تحتاج إلى تسجيل قائمة البقالة الخاصة بك للأسبوع القادم، أو ترغب في تدوين قرارات العام الجديد. خذ وقتك في كتابتها، ثم ضع خطة لكيفية تنفيذها.

نظف منزلك: يمكنك القيام كل يوم بعمل منزلي روتيني واحد، كترتيب الثلاجة أو غسل الأطباق المتسخة. الانتهاء من المهام أولا بأول سيوفر لك عطلة نهاية أسبوع ممتعة.

تعلم شيئا جديدا: ما الذي كنت ترغب في تعلمه، بالتأكيد هناك شيء وددت بشدة معرفة كيف يعمل، أو كيف تتقن القيام به.

تطوع: إنها طريقة فعالة للمساعدة، وستشعر بالرضا عن الطريقة التي قضيت بها وقتك في أنشطة تطوعية.

أصلح شيئا ما: لدينا الكثير من الأشياء التي نريد إصلاحها، ولكننا نؤجل ذلك. إصلاح الأشياء من الأمور التي تمنحك شعورا جيدا بالسعادة.

تذكر أن تضحك: يفرز الضحك هرمون الإندورفين تماما مثل التمارين، وهو معزز مزاج رائع حتى عندما نكون محبطين، ربما لهذا السبب نضحك أحيانا كآلية للدفاع عن النفس حتى عندما نشعر بالخوف من شيء ما.

تناول العشاء في الخارج: بدلا من العودة إلى المنزل بعد العمل مباشرة، قابل فردا من عائلتك أو صديقا، وتناول معه العشاء. فقط تأكد من وضع هاتفك بعيدا وامنحه كامل انتباهك.

اطبخ أو اخبز شيئا جديدا: ابحث عن وصفة جديدة وجربها، خاصة الخبز، فإنه يساعد على الاسترخاء، ولا تنس أن تضع لمساتك الخاصة على الوصفة. الجميع سيحب محاولتك لا محالة.

استغل الشرفة: تناول كوبا من الشاي أمام الشرفة لقضاء بعض الوقت الهادئ ومشاهدة الناس.

اكتب مقالا وانشره: ابدأ بمدونة، ولا تقلق بشأن كونك لا تكتب بشكل مذهل، فقط ضع بعضا من أفكارك على الورق، فقد تشعر بالانتعاش بشكل مفاجئ بعد ذلك.

اكتب رسالة: اكتب رسالة بخط يدك، وأخبر شخصا أنك تفكر فيه أو مدى أهميته بالنسبة لك.

تصفية ذهنك: خصص من 10 إلى 30 دقيقة عندما تصل إلى المنزل أو قبل النوم مباشرة لتهدئة عقلك.

ممارسة الألعاب الذهنية: تحد عقلك قليلا من خلال العمل على حل لغز ما، مثل السودوكو أو الكلمات المتقاطعة.

دلل نفسك: أنت تعمل بجد، فلماذا لا تدلل نفسك بعض الوقت. جهز عشاء مميزا، أو ضع أقدامك في بعض الماء الدافئ.

اذهب إلى الفراش مبكرا: قم بتجربة الأمر واستمتع بالراحة وستلاحظ الفارق في الصباح.