د. أمين محمود يقارن بين جدليتين صهيونيتين
يوسف عبدالله محمود
18-11-2020 04:50 PM
في مقال عميق الغور بعنوان "الجدلية بين الصهيونية الروحية والصهيونية السياسية". يحدثنا د. أمين محمود في مقالته عن الصهيونية السياسية التي دعت الى تنفيذ الهجرات اليهودية بمساعدة الدول الأوروبية ممهدة لاقامة دولة يهودية في فلسطين. وهنا يشير الى ان دعوة مضادة هي "الصهيونية الروحية" التي وضع اسسها المفكر اليهودي اشر غينزبرغ الملقب باسم أحد هاعام.
اصحاب "الصهيونية الروحية" وقفوا ضد "الصهيونية السياسية". عارضوا اساليبها متهمين دعاتها بالسطحية في التفكير والافتقار الى الرصانة. بالنسبة للصهيونية الروحية وكما يشير د. امين، فكانت ترى ان "اليهودية" وليس "اليهود" هي التي يجب ان يتركز الاهتمام بها وتكون محور الفتكير "القومي".
اعتبر الصهاينة الروحيون بزعامة هاعام في مشروع الدولة اليهودية الذي طرحه هرتزل ضرباً من الجنون. انتقد أحد هاعام اتباع الصهيونية السياسية لأنهم لم يعيروا اهتماماً للعرب في داخل فلسطين.
طالب الصهاينة الروحيون بموقف واقعي تجاه السكان العرب في البلاد محذرين من "الموقف الاستعلائي" تجاه العرب وثقافتهم. وبكلمات حاسمة يقول أحد هاعام "يميل اليهود الى الاعتقاد بأن العرب هم برابرة الصحراء وأنهم جماعة من المغفلين الذين لا يرون ان يفهمون ما يدور حولهم وهذه غلطة كبيرة، فالعرب مثلهم في ذلك مثل جميع الساميين يتمتعون بذكاء كاف ليفهموا كل الفهم ما يريده ابتاع هرتزل من المستوطنين".
وكأني بهذا المفكر كان يتنبأ بما يجري اليوم على الساحة الفلسطينية من صراع وجودي بين الاسرائيليين والفلسطينيين بالطبع لم يعجب هذا التنظير هرتزل معتبراً اياه "تنظيراً خيالياً" بعيداً عن الواقعية.
وهنا اتساءل: هل اتباع الصهيونية الروحية كانوا صادقين في رؤيتهم.
في مقالته السابقة كشف د. امين محمود عن ناحية هامة في بنية الصهيونية الروحية حين جعلت بؤرة اهتمامها "اليهودية" وليس اليهود.
وبعد، فإن د. أمين محمود في مقالاته المتتالية التي تنشرها عمون الالكترونية تطرق الى تايخ الصهيونية منذ لحظة ظهورها وحتى أيامنا هذه مشيراً الى عدم انفصالها عن تاريخ الامبريالية.
أشار في مقالاته الى ان تأثير البرجوازية اليهودية لعب دوراً رئيسياً في ولادة ما سُمي بالقومية اليهودية.
اكد في مقالاته ان احد الملامح في الايديولوجية الصهيونية ينسحب ماضيه على الحاضر مؤكداً العلاقة بالفكر الاسطوري -الديني- وهو فكر عنصري يتبنى الاختيار الإلهي للشعب اليهودي.
في مقالاته أشار د. أمين الى ان السياسة الصهيونية البعيدة تقوم على التوسع بالأراضي وطرد سكانها العرب وان فلسطين لليهود دون عرب.
يقول احد الصهيانة المتطرفين واسمه "جابوتنسكي" استعمارنا (ويعني استعمار فلسطين) يجب ان يتتابع ويتطور بالقوة فقط". (جابوتنسكي: الدولة اليهودية 1938)