بين التجارة والسرقة .. «بون» واسع
سمير الحباشنة
17-11-2020 11:58 PM
«1»
في يوم الانتخابات كنت واخوتي وأبنائي في الكرك.. لنمارس واجبنا الدستوري..، شوارع الكرك كانت مزدحمة بالناس وبالسيارات، حتى أننا وقفنا في سيارتنا ما يزيد عن عشر دقائق أمام «بقالة» تعرض بضاعتها التي تحتل حيزاً ليس بالقليل من رصيف المشاة.. وقد لاحظت «الراحة أوالحلقوم». عادت بي الذاكرة الى الطفولة لما كان «الحلقوم» سيد حلوياتنا، كنا نتناوله بشغف، حيث لم يكن الحصول عليه بتلك السهولة.. وكانت قطعة الحلقوم، أجمل ما تتحصل طفولة جيلنا عليه، وبالطبع الى جانب «الكعكبان» بألوانه الزاهية.
كان التاجر يقف على باب متجره.. ومن نافذة السيارة طلبت منه أن يعطينا عبوة «حلقوم».. حيث أتى بها..
قلت له: كم ثمنها؟
قال: خليها علينا.. دينار وربع..
ناوله «الفهد» ديناراً ونصف، فأدعى أن لا فكة لديه.. قلنا له خير وبركة.. تحركت بنا السيارة.. وإذ بي أقرأ على عبوة الحلقوم أن ثمنها «600 فلس» لا غير..!! مع أنه أخذ منا ثمن ثلاث عبوات تقريباً..!!
«2»
منذ أيام وكنت أرافق «أم الفهد» للتسوق، حيث نداوم على شراء ثمرة «الأفوكادو» لما يقال عن فوائدها الكثيرة.. دخلنا احدى النوافذ التسويقية الكبرى.. واذ بثمن الـ كغم من الافوكادو.. «12.3» دينار !! لم نشتر لان السعر مبالغ فيه.
توقفنا عند متجر آخر.. واذ بالسعر «2.3» دينار لـ كغم الواحد..!! والافوكادو مثلاً ليس إلا.. تخيلوا..
«3»
منذ سنوات.. كنت «وام الفهد» أيضاً نتجول في نافذة تسويقية كبرى وشهيرة، نتبضع في غرة رمضان لمكونات زينة الشهر الفضيل «القطايف».. حيث أخذنا 250 غراماً من الجوز ومثلها من جوز الهند، وتحت يافطة «تنزيلات»، فوجئت بالفاتورة 22 ديناراً !! استوقفني المبلغ على قلة ما اشترينا !
قلت للشاب: الواقف على آلة الحساب «الكاشير» كيف ذلك وكل ما اشتريناه «بتنزيلات» ولا يزيد ثمنه عن سبعة دنانير..!!؟
أعاد الحسبة.. وقال: صحيح لا تؤاخذني «وقد تعرف علي»
وقال: هامساً انه «السستم» يأتينا جاهزاً من الإدارة..
غادرنا المكان، هاتفت السيدة مها العلي الوزيرة السابقة للصناعة «والوزيرة الحالية» أيضاً وذكرت لها الواقعة.. ووعدت بمراجعة الأمر.. ولا أدري إن تمت المراجعة فعلاً.
وبعد / فرق كبير بين التجارة والسرقة، التجارة حللها الله وبارك فيها والسرقة التي حرّمها سبحانه وكذلك الأخلاق وتقاليد التجارة والتجار. التي يجب أن يتحلوا بها.. أن يتقي «بعضهم» الله في خلقه.
فهل يمكن للحكومة أن تضع حداً للسرقة، التي تتم تحت يافطة التجارة.. فتحمي مواطنيها؟
الله والوطن من وراء القصد
الرأي