سيماهم في وجوههم، تعرفهم من سمرتهم، ومن بأسهم ورجولتهم وغيرتهم على الوطن، يتحدثون بصوتنا ويحملون همنا، وتعلن عنهم ملامحهم المعجونة بتراب الأرض ورمله وقمحه وزيتونه.
هم العدة والعتاد، وهم الرجال الذين نحملهم بين أضلع الوطن، ونزكيهم ونبث فيهم من محبتنا وأرواحنا همة وعزائم، فهم قوتنا ورباط خيلنا الذين نعدهم ليوم لا ندري قريب هو أم بعيد.
حسين الحواتمة مع حفظ الألقاب هو واحد منهم، في كل مرة يتحدث بها تفضحه لهجته الأردنية، ومواقفه الأصيلة، وشخصيته العسكرية المتزنة والمنضبطة، وهو ابن ذيبان الذي قرأ دروسه تحت ضوء فانوس خافت في بيت قديم من بيوت القرية، وخرج منها شاباً يافعا يعانق الفجر في حافلة تتجه إلى الزرقاء، لتصل به إلى معسكر في العالوك يقبع تحت فيء السنديان والبلوط.
الحواتمة الذي خرج من بيت عشائري بسيط، لم يرث منصباً ولا سلطة، بل ورث رجولة من أب عسكري نزف دماً في القدس عندما حمل على جبهته الشعار، وورث حقنا للدماء من والده الذي صار بين الناس «منقع دم» وقاضٍ عشائري يصلح ذات البين، وورث الإقدام من جده الذي كان عقيداً للقوم وقاتل في جحافل الثورة العربية الكبرى.
اللواء الحواتمة ومن معه من نشامى الامن العام، هم جنود مخلصون للوطن والقيادة الهاشمية، عرفنا فيهم إغاثة الملهوف ومساعدة المضطر والدخيل والمستجير، يغضبون لغضبتنا ويحزنون لحزننا، هيبتهم من هيبة الوطن، فإذا تحدثوا أسمعوا وإذا ضربوا أوجعوا، وإذا استعان بهم صاحب حق أعانوه.
لهم نقول: أنتم رجال الوطن، جنود القائد ورفقة السلاح، إذا أمر أطعتم، وإذا وجه لبيتم، وكنتم للوطن درعاً يدفع المعتدين، وسيفاً يقطع بالحق واليقين، راياتكم عالية، ووجوهكم بيضاء، أحبكم القائد ونحبكم، ونعدكم عدة وذخيرة ليوم الحقيقة، ونخبئكم ليوم تزيغ فيه الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر.
حماكم الله وحمى الوطن وأهله وجنده، وأدام على الأردن أسباب الأمن والمنعة والاستقرار، في ظل القائد الهاشمي الحكيم، جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وحفظ الأردن تحت قيادته ملاذاً للآمنين وموطناً للسالمين المكرمين بإذن الله.