آن أوان التخلص من سلبياتنا
السفير الدكتور موفق العجلوني
17-11-2020 10:17 AM
اتفق مع سعادةً الزميل السفير زياد المجالي في مقاله يوم أمس في عمون الغراء بعنوان: "حديث الضرورة قبل احتفالية مئوية التكوين"، انه حان الوقت أن نعترف بكل سلبياتنا ونتخلص منها سريعاً، فعامل الزمن في هذا العصر مهمٌ جداً، ونحن بحاجة بداية الى إعادة الثقة بيننا كأفراد وجماعات داخل وطننا، والثقة بمؤسساتنا الوطنية وبانها قادرة على تصويب اخطاءها وتمتلك الشجاعة لتحقيق ذلك عندما تمتلك ثقة المواطن بها، فثقة المواطن مع ثقة جلالة الملك، هو ما يجعل اي حكومة قادرة على تقديم الافضل للشعب.
و استميحً الزميل سعادة السفير المجالي ، ان اضيف هنا ، ان على كل الذين اقترفوا اخطاء و جرائم بحق الوطن من مسؤولين كبار سواء كانوا نفر من رؤساء وزارات او وزراء او مدراء عامون او مسؤولون في القطاع العام او القطاع الخاص ، او نواب ، و اوصلوا الوطن للحال الذي وصل اليه من تراجع اقتصادي و فساد مالي و اداري وواسطة و محسوبية و من عجز في الموازنة و بيع مؤسسات الوطن ، ومن زيادة الفقر و البطالة و المساهمة في انتشار فايروس كورونا ، و استغلوا مراكزهم القيادية في اشهار سيف الظلم هنا و هناك دون مخافة الله و دون ضمير حي . حان الوقت ان يظهروا للعيان معترفين بذنوبهم وأخطائهم وظلمهم بحق الوطن والمواطن، ومكفرين عما اقترفوه تجاه الوطن، وخاصة في اعادة الاموال والممتلكات التي اختلسوها لخزينة الدولة واعادة الحق لمن لحق به الظلم، وخاصة بوجود قضاء عادل ونزيه في مملكتنا الحبيبة يشهد له الجميع، ووجود هيئة النزاهة ومكافحة الفساد.
نعم حاسبوا انفسكم يامن اقترفتم من الذنوب كبيرها وصغيرها بحق الوطن والمواطن قبل ان تحاسبوا ويلعنكم التاريخ، ولكي تعود الثقة بين المواطن والدولة وتعود ثقة المواطن بمجلس النواب ونحن على أبواب مجلس نواب جديد، وبكافة مؤسسات الدولة، وخاصة ان المواطن الاردني معروف بطيبة القلب وصفاء السريرة وحسن المعاشرة، والانتماء الحقيقي والولاء للقيادة الهاشمية، وعلى استعداد ان يضحي بالغالي والرخيص من اجل الدفاع عن الوطن ورفعته وتقدمه وازدهاره.
الاعتراف بالخطأ فضيلة وتحمل المسؤولية الأخلاقية للمسؤول فضيلة، ورد المسروقات لخزينة الدولة في السر او العلانية امر يقدر من قبل الدولة والمواطن. وإعادة الحقوق لأصحابها لمن لحق به الظلم من مسؤول هنا وهناك، هو امر له الانعكاسات الإيجابية على المجتمع بشكل عام، وهذه القضايا تقع على عاتق الدولة من خلال قضائنا النزيه المشهود له على طول وعرض الوطن. وبالتالي إذا استطاع المجتمع الأردني على مستوى المسؤولين وعلى مستوى الشعب وخاصة ما لاحظناه اثناء فترة الانتخابات البرلمانية وبعد الانتخابات، امر يحتاج للمراجعة من المواطنين واخذ الدروس والعبر وخاصة الذين لم يحترموا سيادة الدولة وتجاوزوا أوامر الدفاع وقاموا بإطلاق العيارات النارية. حان الوقت ان نتخلص من كل هذه السلبيات والعادات غير الحسنة التي تعبر عن مرض اجتماعي آن الأوان ان نتخلص منها.
حمى الله الوطن وقائد الوطن واعاننا الله عز وجل ان نتخلص من سلبياتنا جميعها.