مساء اليوم الاثنين 16/11/2020، فقدت الوطني المخلص، اعز الناس علي، وليس عزيزا فحسب، وأقرب الناس الي، وليس قريبا فحسب، وأكثر من اثق به من الناس، وليس ثقة فحسب، الرجل الشجاع الأمين الصادق الذي لا يعرف الكذب، ولا يعرف النفاق ولا المداهنة ولا الرياء ولا التملق اليه سبيلا، ولا يعرف الهروب في الشدائد، ولا يجبن في الملمات التي تحتاج الى مواقف صعبة، وتضحيات جسام رجل ولا كل الرجل، ضحى بنفسه ومصالحه من اجل الاخرين ومن اجل الأردن، ولم يطلب من أحد ان يضحي له، لا يحسد أحدا ولا يأبه بمن حسده، صلب العود، ولا يظلم او يتجبر على من كان لين العود او ضعيف الحال، كثير الجود ولا يتجاوز الحدود، مؤمن بالله والقدر، ولا يخاف الا من الله سبحانه.
انه ابن عمي وصديقي ورفيق عمري وسندي وعضدي، وملاذي بعد الله عندما كنت أحس بالخطر، او تحيق بي المؤامرات. انه مبارك قندح عويدي العبادي أبو ياسر، يسر الله طريقه الى الجنة امين يارب العالمين.
انه صاحب الرأي السديد والامر الرشيد، والعزم الأكيد، الذي لا يتراجع عن موقف شريف، ولا يميل عن هدف عفيف، ولا يسلك طريق نفاق، ولا يسعى بالشقاق، بل كن دائما حريصا على الوفاق والاتفاق بين الناس يؤلف بين قلوبهم ويصلح ذات البين ولو كلفه ذلك تضحيات بمصالحه ولقمة عيشه، فكان نوارة العشيرة، نوارة قريتي ومسقط رأسي العزيزة، قرية السويسة، وكان خادما للمبادئ والوطن، وخادما للعشيرة والقرية والقبيلة وتوجهات الناس نحو الوئام والالتئام، صاحب الرأي المطاع فينا واقرب الناس جميعهم الينا، والكل يعرف صدقه المقرون بالشجاعة.
انه اللبيب الذي ترسله ولا توصيه، والأمين على السر فلا يبوح به، مهما كانت العداوة او الصداقة بينه وبين من استودعه سره. وفي اللحظات الحرجة كان الطود الشامخ والسيف القاطع الذي تذوب امامه من في قلوبهم ضعف، وكان موضع ثقتي وثقة اسرتي وممثلنا في كل مهمة او لقاء، وكان الناس يعرفون انه إذا تكلم مبارك او حضر فمعنى ذلك انني تكلمت او حضرت.
عشنا عشرات السنين معا ونحن أبناء عم وأبناء قرية واحدة ومتقاربون في الاعمار، وما توانى يوما عن نصحه الصادق لي، وكان الوحيد الذي يرفع صوته علي فيما بيننا لحبه لي وحرصه علي، وكنت اعرف ان ذلك حبا وليس غير ذلك
ولا سمح يوما لمنافق ان يطعن فينا او يتطاول علينا، صريح لا يسمح لنفسه ان يجالس اهل السوء، ولا ان يشارك مجالس النفاق. وهو الناصح الشجاع لي، والمدافع الأمين عني، وعن المبادئ الوطنية التي احملها وهو مؤمن بها، فيه نقاء البداوة وصدق الرواية، وصاحب النظر البعيد، انتقل الى جوار ربه راضيا مرضيا بقدر الله سبحانه.
مبارك قندح عويدي العبادي أبو ياسر، كان إذا سلك طريقا سلك المنافقون طريقا اخر، وإذا كان في المجلس سكت المنافقون وكأن على رؤوسهم الطير. هو وطني بامتياز متابع لمجريات السياسة ويفهمها أكثر ممن نزل عليها بالألقاب والمراتب التي ليسوا لها اهلا.
لا خشي من شيء، ولا يئن مهما القى الزمن على كاهله من اثقال واحمال، ويقول كلمته بشجاعة امام الشخص ولا يبالي، ولا يعرف الغيبة ولا النميمة. له وجه واحد واحسبه عند الله وجيها، تاركا فراغا لا يمله أحد بعده انعيه اليوم ومعي تنعيه زوجي ام البشر وابنائي د البشر أيضا د نمي وبناتي، فقد مات عمهم الذي يحبونه ويحبهم، ولكنه قدر الله سبحانه، فقد وفاه الاجل على غير موعد، وعلى حين غرة. رحمك الله يا أبا ياسر وأسكنك الله فسيح جناته، وبدلك دارا خيرا من دارك واهلا خيرا من اهلك ودنيا خيرا من دنياك، وألهمنا واسرته جميعا الصبر والسلوان. امين يارب العالمين