في العراق قوى متقاربة ويمكن تشكيل حكومة
طارق مصاروة
03-04-2010 04:48 AM
قد لا تكون زيارات الاحزاب العراقية لطهران المؤشر الوحيد لتدخل ايران في الشأن الداخلي العراقي, فالتدخل يمكن ان يكون عن طرق اخرى داخل العراق, فهذه الزيارات هدفها التواصل مع قائد التيار الصدري المقيم في العاصمة الايرانية بعد أن استهدفه رئيس الوزراء المالكي, وبعد القمع المستمر للميليشيا المعروفة بجيش المهدي.. فقد نجح التيار في ايصال اكثر من اربعين نائباً في الانتخابات النيابية الاخيرة, وجاء يشكل بيضة القبان في التجمعات التي يمكن ان تشكل الائتلاف الحاكم.. رغم أنها كانت على القائمة الشيعية التي تضم المجلس الاعلى وحزب الدعوة واحزاباً قليلة صغيرة أخرى.
لا يريد التيار الصدري العمل مع حزب المالكي, وهذا يعني ان الاكراد يمكن أن يتحالفوا معه, رغم أنه لا مانع لديهم من البقاء ضمن دائرة الحكم القائم. فالاكراد يساومون الجميع على مطالبهم. وقد خرج الحكيم بكلام جديد مفاده أن المجلس الاعلى – وهو الثالث في القوائم الناجحة – لن يشارك في حكومة لا يدخلها علاوي زعيم الكتلة الاكبر العلمانية التي تضم خليطاً من العراقيين, مع أن تجمع السنـّة اعطاها قوة وثقلاً كبيرين. وهذا الجديد الذي طلع به الحكيم لم يكن متوقعاً في حسابات الكثيرين داخل العراق وخارجه, لكن المدلول واضح وهو عدم رغبة المجلس الاعلى في تسليم المالكي زمام رئاسة الوزراء مرة ثانية.
ما نسميه بيضة القبان المرجحة صار ثلاث بيضات:.
- التيار الصدري داخل التجمع الشيعي.
- الاكراد ومطالبهم الاقليمية.
- والمجلس الاعلى الذي يلعب خارج السرب.
التجمع في طهران يعني هيمنتها على اللعبة البرلمانية, والاصح أن نفهم أن ايران ذات نفوذ ودون أن نقلل من حجم النفوذ الاميركي, فإن حالة الاستقطاب غير واردة في صراعات القوى الداخلية العراقية. فهناك تجمع سني يقوده شيعي (علاوي) وهناك تجمع شيعي منتشر في ثلاث كتل. وهناك تجمع كردي غير مهيمن على المحافظات الثلاث في الشمال, وما تزال صراعاته الداخلية بين السليمانية (الطالباني) وأربيل (البرزاني) قائمة بالاضافة الى كتلة كردية خارج هذا التجمع لها قوتها ولها تحالفاتها.
هذه الصورة لا تعني الفوضى السياسية, فهناك قواسم مشتركة كثيرة وسط هذه الصراعات. ويمكن ان يتشكل من هذه الفسيفساء العلمانية والمذهبية والعنصرية ائتلاف حاكم يتميز بالاعتدال والواقعية!.