أتعلم أيها المُنتخَب الفائز
المحامي سالم عيسى نجمة
16-11-2020 09:34 AM
أتعلم أيها المُنتخَب الفائز، نائب في البرلمان، عضو في المجلس البلدي، عضو في مجلس أو هيئة الإدارة، ومن المؤكد أنك تعلم ولا زود عليك، أنك بنيلك ثقة ناخبيك وتبؤك المنصب العام التطوعيّ قد حملت الأمانة التي ستسأل عنها يوما ما أمام المولى ربّ العباد.
نعم إن في الفوز فرح، ولا تُنكَر عليك الفرحة أيها الفائز، فقد نلت ما صبوت إليه بعد جهد، لكن بالله عليك أيها المُنتخَب وأنت تمرّ في حالة الابتهاج ومحبيك ومناصريك بفوزك، وتأهلك للجلوس بمقعد في المجلس التشريعي، تشرع القوانين وزملاؤك ومراقب لأداء المجلس التنفيذي، لا تنسى أنك مُثقل بحمل هذه الرسالة، فلا تبالغ لأن أمامك درب شاق، ضيّق المخارج، يحتاج منك إلى العمل الدؤوب، كيف لا وبلدنا الحبيب يمرّ كما بلدان العالم بظروف إستثنائية يتطلب مواجهتها الكثير من الجدّ والرصانة وبذل غاية وسعك، وهذا ليس عليك ببعيد، فأنت العربيّ الأردنيّ الجادّ الرزين.
إن روعة العمل العام التطوعيّ لا توصف، لأنه المساحة الكبيرة المتاحة التي يلتقي بها الناس بأفكارهم وأعمالهم لتحقيق ما فيه الخير
لمجتمعهم بشكل عام ولأفراده بشكل خاص، ويتجلى بهاؤه في أنه طوعيّ لا إجبار فيه، وأنه إردة داخلية فيها غلبة لجانب الخير، وأن هدفه الأسمى إزدهار هذا المجتمع الذي يعمل لأجله ونهوضه وتطوره.
ولا يخفى على أحد من المُنتخَبين والمُنتخِبين، في سياق الحديث، أن الخدمات التي تقدم للمواطنين عموما، واجب على المجالس التنفيذية، لا أن تأخذ من جهد ووقت المجالس التشريعية.
وفي هذا المقام، لا يسعنا إلا أن نهنيء الفائزين من نواب الوطن، ونتمنى لهم ولنا دورة برلمانية فيها كل نجاح وسداد وبلوغ الغايات المنشودة لما فيها رفعة بلدنا الغالي، سائلين العلي القدير التوفيق وإثمار خيرها، وأن يعبر الأردن بحكمة قيادته وإخلاص أصحاب القرار ووعي شعبه جائحة الكورونا بوقت قصير والوصول إلى برّ الأمان صحيا وإقتصاديا.