ماذا يحدث في مدننا وقرانا، وما هذا التصرف الذي لا يليق بنا ولا ينطبق علينا ولا نتمناه لاحد، وهل هذا فعلا هو واقع شعبنا الاردني، وصورة الاردني الحضاري صاحب الرؤية والصبر والانتماء؟
نعاني الفقر ونشكوه ليل نهار، نصرخ كل يوم الجوع والعطش والبطالة وسوء الحال، وبنفس الوقت كان صوتنا دائم الغزل والفخر والتباهي بالمواطن فهل عكسنا حقيقة هذا الاتخار والتباهي؟
في الوقت الذي عشنا فيه كابوس اظلم وسلوك عجيب وتصرفات لا يمكن ان تكون لشعب يعاني ومجتمع ينظر لحاضر ومستقبل وطن مجروح, يئن من المحاصرة في المرض والسياسة والام الناس التي لم تكف عن انينها الذي يؤرق مضاجع الجميع.
ماذا جرى لتتحول المملكة لجبهة معركة, او لساحة عند ومطاحنة يغلب فيها التخلف على العقل والتمرد على الحرية، فبتنا نتمنى ايام الاحكام والقمع على مثل هذه الحرية التي لا يعرف معناها هؤلاء المتبجحين بطفل يطلق الرصاص او جاهل يلهب السماء, وكأنه الفوز العظيم والنصر المبين.
ماذا يجري بالاردن وهذه الجماعات المستهترة هي الملامة وهي التي تنجر وراء البعض المتمرد على النظام والقانون, والمستهتر بسلامة الناس وارواحهم وحرياتهم, وكأنه المالك المطلق لها فيعيث بالممتلكات والمنجزات احيانا, ويكيل بالتهم والافتراءات والكذب والاشاعة احيانا مستغلين التواصل الاجتماعي وحرية القول والفعل عبر وسائلها حيث لا رقيب ولا حسيب..
ماذا يحدث ونحن نرى من ينشط للاساءة للامن واجهزته, ويتهمهم بالظلم, والتهكم على الناس والاساءة لكرامتهم, او بالتخل او التلاعب رغم معرفتهم انه لا من داعي للتدخل فكل المرشحين موالين.
وجدنا العجب من تلك الفيديوهات التي تبين حالات القبض على مطلوبين او مخالفين للقانون او منتهكين حرمة الاخرين أو متسببين بالاساءة للاخرين على انهم اكلي لحوم البشر حتى ذهب بهم الامر ليستحضروا فيديوهات قديمة وينشروها هذه الايام, مستعينيين ببعض فيديوهات من الدول العربية وكلها لتحشيد عاطفة الناس ووجدانياتهم وبالتالي ارائهم ضد الاجهزة الامنية التي تقود حملة تطهير للمجتمع من الخارجين عليه والمتجاوزين للقانون, فهل هناك من يشعل النار ويزيد بالنفخ فيها من اجل الاساءة للوطن , وهل ما اظهرناه من ممارسات سلبية جاهلة تعزز هذه الحملة وهذا الهدف الذي يقصد فيه الاساءة لاستقرار الوطن وامنه وسلامته والتشكيك بكل منجز وتحويله الى نقمة؟. وهل نريد توجيه الاجهزة الامنية والقوات المسلحة عن دورها الاساسي والمهم, الى حيثيات داخلية نحن بغنى عنها بمزيد من التفكير المنطقي.
فاذا اردنا مجتمعا ودولة قادرة على مواجهة تحدياتها فلما ندفعها الى الخروج عن مهامها وتحميلها اكبر من طاقتها والعودة بنا الى المربع الاول ..
من الواضح جدا ان هناك من ينفخ في النارمن اجل الاساءة للوطن عامدا متعمدا ؟ وهناك من لا يدرك ماذا يفعل وتوابع ما يتصرف فبات لا يحسن تصرفاته , وهناك من لا يهمه شيء غير نفسه بقاعدة انا او الطوفان .
مجتمع من الواضح انه يشدنا بمثل هذه التصرفات للخلف ويلزمنا بان نتمنى القبضة الحديدية لان ما رايناه وما نشاهده قد خرج عن العقل والمألوف والمنطق خاصة ونحن نواجهة اخطر مراحل الكورونا التي تحصد فينا الواحد تلو الاخر دون ان نعي ماذا يجري وماذا يصيبنا .
الوعي الوعي ايها الناس والحذر الحذر ايها الاردنيون , فالمسالة باتت هي الاخطر ولا بد من الانضباط .