بعد تكرار فرض الحظر الشامل لايام متتاليات اكثر من مره لم نلمس اية تطورات ايجابيه لهذا الحظر وصرح وزير الصحه ان الحكومه بصدد دراسة حظر ذكي تلافيا لاضرار الحظر الشامل والحقيقة ان الحظرين بغض النظر عن التفاصيل لن تصيب سهامهما الهدف المنشود بعد هذه التجارب المريرة التي مررنا بها وليس هناك أي حسبة معتبرة توضح رقميا ما جنيناه من هذا الوضع الراهن الا ما نراه من استمرار الحال على المنحنى نفسه.
رأينا خلال الحظر الاخير كيف تلفت مئات الاطنان من الخضروات ومادة الحليب لدى المزارعين ومربي الثروة الحيوانيه وعشرات الملايين من خسائر المطاعم والمقاهي ومحلات الحلويات وخسائر القطاعات الاخرى وأصحاب المهن والحرف وعمال المياومه وهو امر موجع ويورث مزيدا من الفقر والبطالة وخسائر للقطاع الحكومي نتيجة انخفاض المردودات الضريبية على القطاعات الاقتصاديه ولم يعد احد يستطيع تحمل هذه الخسائر في القطاعين العام والخاص على حد سواء.
ان من الضروري والملح اخذ التغذيه الراجعة
لمخرجات الحظر الشامل من الأسواق والقطاعات الاقتصاديه والصحية وإجراء دراسة شاملة تعكس جدوى الحظر ومدى فائدته بدلا من تكراره دون تمحيص نتائجه.
ان الأهم في هذه المرحلة والأكثر نفعا هو التركيز على الإجراءات الاحترازيه ووسائل السلامة العامة والوقاية من هذا الوباء وهي أسهل بكثير من تبعات الحظر الشامل وما يؤدي اليه من اكتظاظا ومخالفات صحية جسيمة انعكست على زيادة عدد الاصابات ووقوع الضجر والملل لدى المواطنين.
وهنا أيضا لا بد من استباق الأحداث وزيادة عدد الأسرة المخصصة لاستقبال مرضى كورونا وعزلهم عن بقية المرضى وزيادة غرف العناية الحثيثة وأجهزة التنفس الصناعي وزيادة الكوادر الطبية وتدريبها واتاحة فرص العلاج للمرضى الآخرين.