9 نصائح عملية للتخلص من الذكريات
13-11-2020 09:51 PM
عمون - الشعور بالحزن هو استجابة عاطفية طبيعية للأحداث الصعبة في الحياة. وبالرغم من كونه شعورا طبيعيا، فإن التخلص منه قد لا يكون سهلا في كثير من الأحيان.
قد يتمكن الحزن الشديد، الناجم عن المصائب الكبيرة مثل الفقد والفراق من البعض، فيعيشون معه طويلا دون أن يدركوا أنهم يتغيرون ويتحولون إلى شخصيات حزينة وكئيبة رغما عنهم، لهذا فإن معرفة كيفية التخلص من الحزن وإطلاق سراح الدموع المحبوسة يساعدنا في العودة إلى طبيعتنا والمضي قدما في الحياة.
من جهة أخرى، يعتقد البعض أن الحزن للضعفاء، وبالنسبة للرجال فإن الأمر أسوأ، فمن غير المرغوب رؤيتهم يبكون على سبيل المثال، لذلك نسعى أحيانا إلى السيطرة على حزننا وقمعه.
وفي الوقت الذي نستطيع فيه منع الشعور بالحزن وقمعه، فإنه لا يمكننا منع الدماغ من إثارة الحزن فينا، فالحزن عاطفة إنسانية أساسية. وعندما نتفاعل مع الحزن بهذا الشكل ودفنه مرارا وتكرارا، فقد تنتج عن ذلك أعراض مثل القلق والاكتئاب وغيرهما.
تقول هيلاري جاكوبس، المحللة والمعالجة النفسية، في مقال لها على موقع "سيكولوجي توداي" (Psychologytoday)، لا يوجد ما هو ضعيف بشأن الشعور بالحزن، إلا أن ما تعلمناه من عائلاتنا ومجتمعاتنا وثقافاتنا يؤثر على علاقتنا بهذه المشاعر الرقيقة. على سبيل المثال، إذا نشأنا في عائلات تعرضنا فيها للانتقاد بسبب شعورنا بالحزن فقد نتعلم مع الوقت التحكم في حزننا وإبعاده. بالمقابل، قد نشعر براحة تامة مع الحزن، في حال قبل آباؤنا حزننا، وقدموا لنا الدعم، وأدركوا الألم الذي نشعر به.
البكاء المكتوم
البكاء منفذ جسدي يسمح لك بالتعبير عن مشاعرك وهو أحد طرق إطلاق الحزن. وإطلاق العواطف الأساسية مثل الحزن، أمر حيوي لصحتنا العاطفية والجسدية في الوقت الحالي وعلى المدى الطويل. أما تجاهلها فيؤدي إلى إجهاد العقل والجسد.
هل تشعر أحيانا أنك حزين وتحتاج إلى البكاء بشدة، لكنك لا تستطيع أن تذرف الدموع؟ كأن هناك شيئا يحبسها بالداخل.
تقول جاكوبس إنه بالنسبة لهؤلاء ممن يجدون صعوبة في إخراج الدموع وإطلاق سراح الحزن الذي يعيش عميقا داخلهم فإن ممارسة هذا التمرين اللطيف قد يساعدهم.
استرح أولا على سريرك أو كرسيك، أحضر وسادة ناعمة أو بطانية لتعطيك شعورا بالراحة. ومن ثم خذ نفسا عميقا من البطن، تنفس من خلال أنفك أو فمك، أرسل الهواء بعمق إلى قاعدة بطنك، وحاول منع صدرك من التحرك لأعلى، وبدلا من ذلك دع الهواء يدفع بطنك للخارج. انتظر ثانية حتى تشعر بضغط الهواء بداخلك. ثم حرر الهواء ببطء من فمك.
حاول أن تشعر بجسدك أثناء الزفير واضبط تدفق الهواء حتى تشعر بالاسترخاء إلى أقصى حد. من الطبيعي أن تشعر بقليل من الدوار بينما يتحول الشهيق إلى الزفير. من الطبيعي أيضا أن تشعر بتسارع نبضات قلبك عند الشهيق.
كرر هذا التمرين 6 مرات، بحلول الوقت الذي تحصل فيه على النفس السادس، يجب أن تشعر براحة كبرى.
إذا شعرت بالحزن خلال تنفسك بعمق، اسمح لنفسك بالبكاء، بعد أن تنتهي من البكاء، استلق على سريرك وفكر فيما حدث. إذا كنت مازلت منزعجا، ابكِ مرة أخرى، ولا تخجل.
أخيرا، عندما تكون مستعدا للتحرك مرة أخرى ومواصلة يومك أو ليلتك، تذكر أن تعامل نفسك بلطف، كما لو كنت تهتم بشخص تحبه.
طرق التعامل مع الحزن
قدم موقع "غوندرسن هيلث سيستم" (Gundersen Health System) الأميركي، بعض الطرق الصحية للتعامل مع حزنك:
اسمحْ لنفسك في البداية أن تكون حزينا، لأن إنكار هذه المشاعر قد يؤدي إلى إلحاق الضرر بك بمرور الوقت.
فكّرْ في سياق المشاعر الحزينة. هل هي مرتبطة بخسارة أو فقدان عزيز أو فراق؟ استدعِ مشاعرك الحزينة بطريقة غير تحكمية وأطلقْ لنفسك العنان لترى بماذا ستشعر حتى النهاية.
قد يتحول الحزن لديك إلى اكتئاب. انتبه لذلك، وحاول الحصول على مساعدة حقيقية من شخص متخصص بدلا من الغرق في الاكتئاب والحزن.
اكتب مشاعرك، اذهب إلى مكان هادئ تحبه، حاول أن تصف مشاعرك، وما الذي يحدث، ومدى انزعاجك، اكتب أكبر قدر ممكن من التفاصيل. ولا تنسَ وصف ما تشعر به جسديا، فهذا سيساعدك في فهم مشاعر الحزن الكامنة.
الرقص والاستماع إلى الموسيقى، لأن ذلك عادة ما يحول مشاعرك السلبية إلى الإيجابية، كما يمكن للموسيقى أن تشتت انتباهك أيضا حتى تكون مستعدا لمواجهة حزنك.
لا تدعْ أي شخص يقلل من مشاعرك. كثيرا ما يحاول الأهل والأصدقاء تهدئتك فيقولون إن كل هذا سيمر، وهذا صحيح، ولكن أنت بحاجة الآن إلى وقت كاف لتشعر بالحزن وتستوعب الموقف وتهدأ، فلا تقفز على حزنك كأنه غير موجود وتنتقل لمرحلة أخرى سريعا.
اقضِ وقتا في التحدث مع الآخرين، وأحط نفسك بأصدقائك أو أفراد عائلتك المقربين ممن يتفهمون مرحلة الحزن التي تمر بها. اشرح لهم كيف تشعر واكتشف إن كنت ترتاح بالحديث إليهم.
تحدث مع شخص حكيم تثق به، قد يكون لدى هذا الشخص المزيد من التجارب الحياتية للاستفادة منها، والتي يمكن أن تساعدك في التغلب على حزنك.
شتت نفسك بفعل أشياء إيجابية، لأنه من السهل التركيز على المشاعر السلبية والتغاضي عن المشاعر الإيجابية، وخذ لحظة لكتابة ذكريات سعيدة أو مريحة، يمكن أن يجعلك هذا التذكير تشعر بالإيجابية مرة أخرى.