الهدف مرصود والوعي غائب
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
13-11-2020 03:27 PM
الوعي حالة عقلية متقدمة تقوم على الادراك ثم ربط الاسباب و النتائج و التمييز بين الصح و الخطأ و بين المنطقي و العاطفي فالاطفال تدرك محيطها و لكن لا تعي وعيا كاملا فكثيرا ما تكون ردات فعلهم عاطفية.
وجود أغلبية في المجتمع واعية لا يكفي للاعتماد على الوعي العام فكما ذكرت في مقال سابق أن نقطة حبر قادرة على تحويل وعاء كامل من الماء النقي الى ماء لا يصلح للشرب ولا حتى للغسل.
نقطة الحبر هذه تستظل بالفوضى و غياب القانون او الانتقائيه في تطبيقه و تستظل بحركة الجموع باعتبار انها عصية على المحاسبة بالتالي فنقطة الحبر التي تمثل نسبة ضئيلة غير منضبطة هي الوقود للفوضى و تحدي هيبة المؤسسات و التعدي على القيم الاخلاقية و الحضارية للمجتمع.
نقطة الحبر هذه تمثل نوعا من التعصب او التطرف باشكاله المختلفة سواءا تطرف ديني أو اجرامي او اخلاقي و ذاك ما يفسر انتقال تلك المجموعات من التطرف الاجرامي الى التطرف الديني اذا وجدت حاضنة تعطيها شرعية مشوهة و سلطة تكفير أو انتقاد الاخر.
برأيي أن العملية الانتخابية نجحت حتى ان كنت اختلف مع توقيتها و لكن بالمقابل افشل نسبة من فاقدي الوعي زهوتها لتتحول من عرس وطني الى شيلة تمجد العنف و الفوضى على الاقل في بؤر معينة.
لا أريد أن ادخل في العملية الديمقراطية لأن قناعتي انها عملية متكاملة طورها الغرب وفق احتياجاته المجتمعية و الفكرية و الانتاجية مبنية على نموذج ثقافي متكامل يذيب كافة الهويات الفرعية في الهوية الجامعة وهي الدولة.
في العالم الثالث ما زالت الديمقراطية ديكور أو اطار خالي من المضمون فهي ليست ثقافة فردية ولا جمعية و ذلك ما نتج عنه انبعاث الهويات الفرعية من العائلة الى العشيرة الى المنطقة بدل ان تكون العملية الديمقراطية مذيبا لكل تلك الهويات في الهوية الاكبر.
هدفنا المرصود المفروض ان يكون كيف ننتقل ببلدنا الحبيب الى عصر المعرفة و كيف نؤسس نموذج حضاري في نمط التفكير و السلوك ينبذ العنف و يعلي القانون و يؤمن بالحوار و قبول الآخر. لكن كل ما سبق يحتاج وعيا حاضرا و ليس مفقودا و ثقافة مجتمعية تتبنى الموضوعية و الواقعية و المصداقية و الشجاعة في قبول الفوز و الخسارة بروح رياضية. هدفنا المرصود هو رفعة الاردن و قيادته و مؤسساته و ذلك لا يكون الا بوعي حاضر تقوده نخب تعلي الاخلاق و القيم و حب الوطن.
دمتم بود