رئيس مجلس النواب .. عنوان الفشل او النجاح
بسام حدادين
13-11-2020 11:02 AM
بدأ سباق التنافس على موقع رئاسة مجلس النواب ، مبكراً. كالعادة لم يخبرنا احد من السادة الطامحين بهذا الموقع السياسي الكبير ، بماذا يفكر وبنظرته المستقبلية لتطوير اداء المجلس وكيف سيعالج الكثير من المظاهر والظواهر واشكال الفلتان ، مهم ان نعرف نحن العوام ، والاهم ان يعرف النواب ذلك.
ايها السادة المترشحون لمنصب رئيس مجلس النواب ، المجلس يحتاج الى ادارة سياسية وتنظيمية قوية واستثنائية ، تعيد الى المجلس هيبته المنقوصة والمجروحة بفعل ممارسات اعضائة وعجز رئاسات المجلس المتعاقبة ، في تكريس تقاليد واعراف برلمانية تكرس العمل الجماعي المنظم وتلجم فلتان العمل النيابي ، وتحمي مؤسسة مجلس النواب ، وتصون ديمقراطية وشفافية العمل النيابي.
للاسف الشديد لم يراكم مجلس النواب الاردني تقاليد برلمانية يعتد بها والعكس هو الصحيح. وتتحمل رئاسات المجلس المتعاقبة وزر هذا الواقع البائس.
لقد قاومت اغلب الرئاسات السابقة كل محاولات تطوير وتحديث اساليب العمل البرلماني الاردني ، لتتمشى مع اساليب العمل البرلماني الحديثة ، وعندما نجحنا في اجراء تعديلات جوهرية على النظام الداخلي لمجلس النواب ، عمدت هذه الرئاسات على تعطيلها والتحايل عليها.
مثلاً : تم اقرار تشكيل هيئة وسيطة موسعة بإسم المكتب التنفيذي ( باقتراح من كاتب هذه السطور ) ،يضم بالاضافة للمكتب الدائم رؤساء الكتل النيابية ، بهدف توسيع قاعدة مشاركة الكتل في ادارة عمل المجلس ، وتعزيز العمل الجماعي المنظم. لكن للاسف تم تجميد عمل المكتب ، لان الرئيس لا يريد ان يشاركه احد في الشأن النيابي. ونفس الشي ينطبق على التصويت الإلكتروني والامثلة كثيرة.
التجربة النيابية الاردنية ، تؤكد ان لرئيس مجلس النوب ، دور كبير وأحيانا حاسم ، في ادارة العمل النيابي في كل جوانبه ، لغياب الأحزاب والكتل البرلمانية الفاعلة. وواقع الحال لم يتغير.
الحديث يطول بهذا الشأن ، وانا بصدد اعداد دراسة حول دور رئيس مجلس النواب في تطوير عمل المجلس ، بطلب من الاتحاد الاوروبي ، ستنشر لاحقاً.
امام مجلس النواب فرصة ثمينة ، لتطوير عملة وتحسين صورته العامة امام الجمهور والرأي العام ، الفرصة تتمثل بوجود عددكبير جدا من النواب الجدد ( ١٠٠ نائب ) ، لم يتشربوا بعد التقاليد البرلمانية غير الحميدة ويمكن للرئاسة الجديدة ان تحسمها بقرار ، مثل : وقف التدخين تحت القبة ، وقف استعمال الهاتف تحت القبة ( ليس هناك برلمان في العالم يسمح بذلك ) ، التصدي لظاهرة الغياب ، وقف التنمر الفارغ على الوزراء ، وقف الدخول والخروج من الجلسة وفقدان النصاب ، وقف عمليات التسلل لاقتناص حق الكلام ، تكريس احترام هيبة الرئيس وتوقيره ، ووقف الدخول في جدل عقيم معه والطعن بنزاهته ، وهذا يتطلب من الرئيس ، ان يكون متوازناً عادلاً مع الاعضاء دون محاباة والحزم في تطبيق النظام الداخلي.
اتوقف عن الكلام الكثير المباح ، واهمس في اذن الرئيس القادم لمجلس النواب واقول : السر في النجاح هو العمل على تقوية الكتل النيابية ، لتكون ذرعاً ورافعة للعمل الجماعي المنظم. الرئيس يستطيع اذا توفر لديه الوعي والارادة السياسية.