عن «الفيس بوك» والجنس وأشياء أخرى!
حلمي الأسمر
02-04-2010 04:43 AM
الفيس بوك "لحس" عقول أعداد متزايدة من مستخدمي الإنترنت ، ويندر أن تجد أحد المشاهير أو المهووسين أو المدمنين على استخدام الشبكة العبكبوتية وليست له صفحة على الفيس بوك ، الذي وصل عدد مشتركيه إلى مائة مليون في تسعة أشهر فقط،.
نحن أمام ظاهرة معرفية كونية ، أنشأت مجتمعا معولما يتواصل بالحرف والصوت والصورة ، تجاوزت كما يبدو مرحلة الغوغلة (من غوغل) أو مشت بالتوازي معها على الأقل ، حيث يستحيل أن يدخل شخص ما على الإنرتنت دون أن يُسلم على موقع غوغل،.
بالأمس ، أجريت تجربة طريفة ، حيث استعملت محرك البحث "غوغل" لمعرفة عن ماذا تبحث الشعوب المختلفة ، وقد احتل موقع الفيس بوك المرتبة الأولى في العدد الأكبر من الدول المتقدمة ، وراقت لي التجربة ، فبدأت بالبحث عن مدى اهتمام العرب بهذا الموقع ، ومن بحث عنه خلال الأشهر الاثني عشر الماضية ، وقارنت بينه وبين من يبحثون عن كلمة "الجنس" وكلمة "الثقافة" وكانت النتائج كما يلي: بالنسبة لكلمة الفيس بوك ، تصاعدت نسبة الباحثين العرب عنه خلال هذه المدة على نحو درامي ، وقفزت نسبة هؤلاء من نسبة عشرين في المائة من مستخدمي غوغل إلى نسبة مائة في المائة ، أما ترتيب الدول العربية الباحثة عن الفيس بوك فكان على النحو التالي مرتبة حسب عدد الباحثين: مصر ، السودان ، فلسطين ، السعودية ليبيا ، الأردن ، اليمن ، سوريا ، عمان ، الكويت ، أما أكثر الدول بحثا عن كلمة "الجنس" فكان ترتيبها على هذا النحو: ليبيا ، اليمن ، سوريا ، السودان ، عُمان ، الجزائر ، مصر ، فلسطين ، الأردن ، وأخيرا السعودية ، وكنوع من الرياضة الفكرية الخبيثة ، وضعت كلمة ثقافة ، كي أعرف من يبحث عنها من مستخدمي الانترنت من الناطقين بالعربية ، فكانت النتائج كما يلي: جاء السودان في المقدمة ، ثم سوريا وليبيا والأردن واليمن وفلسطين ومصر وعمان والجزائر والسعودية ، واستمرارا لهذه الرياضة الخبيثة ، بدأت بالبحث عما تبحث بعض الدول العربية خلال الفترة ذاتها على وجه العموم ، فاكتشفت أن الأردن يبحث عن الكلمات التالية: ألعاب ، صور ، أغانْ ، download ، الرأي ، facebook ، الدستور ، youtube ، أما في مصر فيبحثون عن: ألعاب ، أفلام ، مصر ، صور ، أغانْ ، download ، facebook ، أغانْ ، youtube ، myegy ، ويمكن لمن يريد أن يعرف عما تبحث شعوب الدول المختلفة على موقع غوغل الدخول إلى هذا الموقع ÷ ـ http://www.google.com/insights/search فهي عملية ممتعة ومفيدة في الوقت ذاته ، وتعطي مؤشرا عن توجهات الشعوب ، وطريقة تفكيرهم واهتمامتهم.
وعودة إلى موضوع الفيس بوك اللعين ، فثمة ما يجب معرفته عن هذا الموقع لمن يتعامل معه ، فهو يستعمل الآن كنافذة لأجهزة الأمن الأمريكية تحديدا للحصول على المعلومات ، وتقول "مؤسسة الجبهة الإلكترونية" ، وهي جماعة معنية بحقوق المتعاملين عبر الإنترنت ، ان عملاء هيئات تنفيذ القانون الأميركية حاليا يتدربون على استخدام المواقع الإلكترونية الاجتماعية مثل "فيس بوك" لتكوين صداقات مع المُلاحَقين ، لمعرفة مزيد من المعلومات عنهم وعن أصدقائهم ، تمهيدا للقبض عليهم،.
asmar@email.com