هل ينزع المتشائمون نظاراتهم السوداء؟
سلامه العكور
02-04-2010 04:33 AM
الذين اعتادوا وضع النظارات السوداء على عيونهم كي لا يقرأوا الاحداث كما هي وعلى حقيقتها ، ثم يفسرون هذه الاحداث وفقا» لقتاعاتهم وارائهم المسبقة التي لا تزحزحها يمينا» او شمالا» ابرزالاحداث او المتغيرات الجلل ، هم الذين يلحقون بقصد او بدون قصد الاذى بقضايانا ...
وعلى سبيل المثال الحي والقريب ، فأن الذين لايلاحظون ان ثمة خلافا» حقيقيا» في المواقف بين حكومة نتنياهو وادارة الرئيس باراك اوباما حول الاستيطان الاسرائيلي في القدس الشرقية وضواحيها وفي الضفة الغربية من جهة وحول ان تكون القدس الشرقية مع القدس الغربية عاصمة موحدة لاسرائل الى الابد كما تعلن حكومة نتنياهو او ان ينظر الى القدس الشرقية وضواحيها على انها محتلة من قبل اسرائيل ، وان كل ما اقيم عليها من مستوطنات او اعمال تخريبية او حفريا ت في الاقصى المبارك ليس شرعيا» من جهة اخرى ، نقول ان الذين لا يلاحظون ذلك مصابون بعمى الالوان او مصابون بقصر النظر على الاقل ...
صحيح ان حكومة باراك اوباما وهي تعترف بأن القدس الشرقية مدينة محتلة من قبل اسرائيل فأنها ترى ان حل مشكلتها عن طريق التفاوض في الحل النهائي. لكن هذا الموقف يستفز حكومة نتنياهو التي تعتمد على قرار الكونغرس المؤيد للموقف الاسرائيلي بأعتبارها جزءا» من عاصمة اسرائيل الموحدة ...
لقد راهن نتنياهو في زيارته الاخيره للولايات المتحده الامريكية على قدرته الذاتية وعلى حنكته الملوثة با لصلف والوقاحة والعناد وعلى اللوبي الصهيوني هناك لإقناع الرئيس اوباما واركان ادارته بصحة الموقف الاسرائيلي الذي يعتبر الاستيطان في القدس الشرقية كالاستيطان في تل ابيب .
لكن تسعين دقيقة وهي زمن لقائهما في البيت الابيض قد انتهت بهزيمة نتنياهو الذي خاب ظنه وسقط رهانه فعاد الى اسرائيل يجر تداعيات فشله المر ..
ان هناك ازمة تطوق حكومة نتنياهو بسبب إصرار إدارة اوباما على موقفها ضد الاستيطان الاسرائيلي وضد الموقف الاسرائيلي في القدس الشرقية ...
ويرى المراقبون بما في ذلك الاسرائيليون ان على حكومة نتنياهو مراعاة موقف اوباما وأدارتة ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة للخلافات معها او انتظار تفاقم هذه الازمة وتصعيد الخلافات التي قد تطيح بحكومة هذا اليمين الاسرائيلي المتطرف ....
وهذا يعني بالضرورة ان مقاعد نتنياهووأعضاء حكومته تتزعزع ومن الممكن ان تقذف بهم من عليها ليصار الى نشوب فراغ سياسي وازمة حكم خطيرة في اسرائيل ...
واذا ما تحرك القادة العرب لدعم موقف ادارة اوباما ورفض الجانب الفلسطيني الجلوس الى مائده التفاوض غير المباشر او المباشر مع حكومة نتنياهو ، فإن اياما» عصبية بأنتظار ائتلاف نتنياهو _ليبرمان_ شاي تمهيدا» لسقوطه القريب ...
ومن يدري فقد يقوم نتنياهو المعروف بأنتهازيته وشهيته القوية بالحكم بخطوات دراماتيكية لارضاء ادارة باراك اوباما والتخلي عن سياسته الاستيطانية وتسوية خلافاته مع الجانب الفلسطيني كي تستأنف المفاوضات غير المباشرة مع السلطة الفلسطينية ..
وفي كل الاحوال هل ينزع المتشائمون نظاراتهم السوداء ليقرأوا الاحداث جيدا» .