موطئ عز وكرامة موفورة

لقد أنجبت ماحص البلقاء رجال لا تشق لهم قناة، فقد أنجبت معالي المرحوم الدكتور عبدالسلام داوود العبادي وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والمفكر والكاتب الإسلامي الكبير والذي مثل في كتاباته فكر دولة الخلافة بشهادة أصحاب الإختصاص، وقام بتحقيق وفر مالي كبير في وزارته بالمراقبة والمتابعة لآدائها في عهده رحمه الله.

كما أنجبت دولة الدكتور معروف البخيت العبادي، الذي عين أول إمراة أردنية برتبة محافظ في وزارة الداخلية ذات الطابع العشائري والأمني، و كسر في ذلك التعيين رتابة العادات والتقاليد البالية لحساب الدولة الريادية المدنية كقرار وطني حداثي لم يسبقه به أحد ولم يلحقه أحد فتسجل له بفرادة، كما صرح وهو رئيس للوزراء أن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين هو أبو الفقراء والمساكين، والإنسان الأردني أهم من لغة الأرقام، عند رفض دولته الموافقة على اقتراح وزير المالية آنذاك برفع الأسعار بتوجيه من متنفذين يعملون خلف الكواليس، وليس بسبب لغة الأرقام الذي يدركها جيدا دولة الرئيس، إلا أن الإصرار برفع الاسعار كان لإفشال حكومته وليس لاصلاح الاقتصاد الوطني كما يدعون.

وأنجبت العلامة المؤرخ الأستاذ الدكتور عدنان سلامة البخيت العبادي، مؤسس مدرسة تاريخ الاردن الحديث، و التي تعنى بدراسة تاريخ الاردن الاقصادي والاجتماعي وبنيته الفكرية وهويته الوطنية ذات البعد المكاني والزماني، ومؤسس مركز المخطوطات وتاريخ بلاد الشام، هذا المركز الذي يضم أهم الوثائق التاريخية ويصدر أهم الوثائق التاريخية مثل الوثائق الهاشمية، والتي توضح تاريخ هذه المملكة بالوثائق، وتوثق جهود الأشراف الهاشميين المباركة في تأسيس وبناء واستمرار الأردن عبر تاريخهم المشرف في قيادة الأمة، فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه وما يقدموه للأمة والدين الحنيف.

وتعود هذه العائلة الشريفة من عشائر عباد الى جدهم عبدالسلام ابن مونس (الشياب) وهو مقرئ المسجد الأقصى، وضمن عموم عشائر الجبرة والتي تضم (النوحه وهم الشبلي والرشيدات والعيسى والشهاب / والعليوات والعودات) والتي أنجبت الكثير الكثير من خيرة النخب الوطنية المدنية و العسكرية، ومونس ابن عبد السلام ابن مونس هو الذي استجارت به ابنة الخوري عند نشوب الحرب بين العدوان والمهداوي، ولم يسلم الفتاة بالرغم من العلاقة الوثيقة التي كانت تجمع بينه وبين المهداوي آنذاك، فعلينا دوما أن نذكر العائلات الوطنية الشريفة التي قدمت لله وللوطن وللقيادة، دون مقابل ودون حنق، ومن غير مبالغة أو تبجح مثل ما نراه ونسمعه عند الغير، لأن العمل الوطني الصادق كما العبادة الخالصة لوجه الله، لا مراء فيها ولا نفاق ولا جدال، والله من وراء القصد.